للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ} (١).

وجاء الإسلام ففرض على السادة أن يحسنوا معاملتهم للرقيق: {وَبِالْوَالِدَينِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} (٢).

كما أعلن الإسلام أن العلاقة بين السادة والرقيق ليست علاقة الاستعلاء والاستعباد، أو التسخير والتحقير (كما كانت الحالة في العهد الروماني وأشباهه) وإنما هي علاقة القربى والأُخوة، فالسادة (أهل) للجارية يستأذنون في زواجها: {فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (٣).

وأعلن الإسلام أن الرقيق أخ لمالكه، فرض عليه أن يتساوى معه في المأكل والملبس "إخوانكم خَوَلكمُ فمن كان (أخوه) تحت يده فليطعمه مما يطعم، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأَعينوهم" (٤).

بل إن الإسلام (صونًا لمشاعر الرقيق ومحافظةً على كرامته كإنسان) نهى عن أن ينادى المالك لرقيقه باسم العبد "لا يقل أحدكم ...


(١) سورة النحل ١٧.
(٢) سورة النساء ٣٦.
(٣) سورة النساء ٢٥.
(٤) حديث رواه البخاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>