فمن المحتمل جدًّا (بما لدى هذا اليهودي المرابي من ثراءٍ واسع ولما يتمتع به من نفوذ اقتصادي كبير بين قبائل العرب الوثنية المعادية بطبعها للإِسلام) أَن يقوم مرة أُخرى بتأْليب هذه القبائل وتحزيبها وأَن يزيِّن لها غزو يثرب من جديد.
فيشعل على المسلمين نارًا أُخرى. كما أَشعل (بالاشتراك مع حيي بن أَخطب) نار حرب الأَحزاب التي كاد فيها المسلمون أَن يبادوا عن آخرهم.
بل إن حديث المؤرخين ليشير إلى أَن سلَّام بن أَبي الحقيق هذا لم يكد يصل خيبر (بعد فراره) حتى شرع في اتصالاته المشبوهة بزعماءِ القبائل الوثنية وخاصة قبائل غطفان .. وأَخذ يحرِّضها على المسلمين ويهيئها من جديد لشن حرب ثانية ضد المسلمين بقصد إبادتهم. الأَمر الذي يجعل المسلمين (حفاظًا على سلامتهم وأَمن أَراضيهم) أَن يفكروا في التخلص سريعًا من هذا اليهودي العنيد المتآمر الذي لن يترك لهم فرصة يستريحون فيها ما بقي على قيد الحياة. وما قدر على فعل ما يعتقد أَن فيه تدميرًا (أَو إزعاجًا وإقلالًا وترويعًا على الأَقل) لهم.
لأَن من طبيعة اليهود عدم التردد في ارتكاب فعل الشر ما وجدوا السبيل إلى فعله، وما دام أَن فعله يخدم غرضًا من أغراضهم الخبيثة أَو يحقق هدفًا من أَهدافهم الشريرة.
لذلك رأَت القيادة الإِسلامية العليا في المدينة القضاءَ على هذا الزعيم اليهودي بأَسرع ما يمكن باعتباره مصدر خطر جسيم يهدد أَمن وسلامة أُمة بأكملها هي أُمة الإِسلام الوليدة في يثرب .. وباعتباره غادرًا