للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخائنًا متآمرًا، لن يتورع (لإِلحاق الضرر بالمسلمين) عن سلوك أَي سبيل .. في وقت فيه المسلمون أَحوج ما يكونون إلى الهدوءِ والاستقرار لمواجهة ما يهددهم من أَخطار لا تزال نُذُرُها تلمع في أُفق نجد والحجاز، حيث تتحفز قبائل غطفان (في انتظار الفرصة) لضرب المسلمين في المدينة لسلبها ونهبها. ولإعادة الاعتبار الذي فقدته عندما عادت قوتها دام أَكثر من أربعة أسابيع.

كما أن قريشًا من جانبها وكل قبائل الحجاز الوثنية تتحين الفرص للإغارة على المسلمين وكسر شوكتهم كأَعداءَ عقائديين للوثنية التي هي دين تلك القبائل التي غضبت غضبًا شديدًا بسبب ظهور دعوة التوحيد التي جاء بها الإِسلام لتقام أَركانها على أَنقاض هذه الوثنية.

وبالجملة فقد كانت القيادة الإِسلامية العليا في المدينة (بالرغم من إحساسها إِحساسًا كاملًا بأَنها من الناحية العسكرية أَقوى مما كانت عليه قبل معركة الأَحزاب) تشعر بأَنها لا تزال محاطة بالأَخطار من الشمال والشرق والجنوب.

بالإضافة إلى الخطر الداخلي الذي لا يزال الكيان الإِسلامي الوليد يعاني منه الشيء الكبير .. وهو خطر المنافقين الذين يتربصون (داخل المجتمع الإسلامي) بالإِسلام والمسلمين الدوائر.

ولعل أَعظم خطر يخشاه المسلمون في تلك الفترة هو الخطر اليهودي الجاثم في خيبر على بعد مسافة لا تزيد على ٧٠ ميلًا من المدينة.

وهذا الخطر وإن لم يكن متمثلا في قيام هؤلاء اليهود بغزو المدينة. إذ أن ذلك بعيد الاحتمال. حيث أَن القيام بالغزو ليس من طبيعة

<<  <  ج: ص:  >  >>