للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن اليهود بدلًا من أن يشدوا من أزر حلفائهم المسلمين فيقفوا بجانبهم ضد الغزاة المعتدين، إنضموا إلى هؤلاء الغزاة وصاروا (وهم حوالي ألف مقاتل) قوة معادية للجيش الإسلامي تتحفز للانقضاض عليه من الخلف، فكان هذا العمل الشائن من اليهود ضربة موجعة وتهديدًا خطيرًا لا تقل فعاليته عن فعالية القوات الرئيسية الغازية.

لأن التهديد المفاجئ من الخلف لأى جيش (وهو في حالة مواجهة للعدو) قد يكون أشد خطرًا عليه من القوة الرئيسية التي يواجهها.

وفعلًا لقد كان لنقض اليهود العهد وانضمامهم إلى الغزاة أسوأ الأثر بين صفوف جيش المدينة الصغير، حيث تأزمت الحالة, واستحكمت المحنة وتحرج الموقف إلى درجة فكر معها النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - في أن يعقد صلحًا منفردا مع قادة غطفان ينصرفون بموجبه عن المدينة على أن يعطى لهم مقابل ذلك ثلث ثمار المدينة، وذلك سعى من النبي - صلى الله عليه وسلم - لتخفيف الضغط العسكري الخانق الذي يتعرض له جيش الإسلام.

٣ - عنصر المنافقين والمرحفين الموجودين داخل جيش الإسلام كجزء منه:

فقد كان هذا العنصر من أشد البلايا على جيش الإسلام المدافع عن المدينة، حيث ظهر هذا العنصر الخبيث على حقيقتة والمسلمون في أقصى درجات المحنة.

فبعد أن نقض اليهود العهد، وآذنوا المسلمين بالحرب تحركت عوامل الخسة والدناءة المتأصلة في نفوس هؤلاء المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، فأخذوا - في تلك الساعات الرهيبة التي يجتازها

<<  <  ج: ص:  >  >>