الكيان الإسلامي - ينسحبون من الجيش، على شكل تسلل، واستئذان مشبوه (أحيانًا)، محدثين بذلك تصدعات خطيرة في معنويات الجند المدافع عن المدينة.
ولم يكتف المنافقون بذلك بل راحوا يشيعون روح الهزيمة في الجيش ويعملون (علنًا) على إشاعة الخوف والفزع داخل صفوفه، حتى أخذ عدده يتناقص إلى أن وصل في الليالى الأخيرة من المعركة إلى ثلاثمائة مقاتل (فقط)(١)، الأمر الذي ضاعف من متاعب قيادة المدينة إلى درجة لا مزيد عليها.
٤ - العوز وحالة الفقر مع برودة الطقس وشدة الرياح:
وبالإضافة إلى هذه الأمور الخطيرة المخيفة التي واجهتها قيادة المدينة، كان عام الأحزاب عام مجاعة وجدب بالنسبة للمسلمين، وكان الفصل فصل برد قارص ورياح هوج، وقد روى الثقاة من المؤرخين أن كثيرًا من المسلمين، يمر بهم اليوم واليومان لا يذوقون فيهما طعامًا وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما روى البخاري كان يربط الحجر على بطنه من شدة الجوع.
بينما كانت جيوش الأحزاب - من الناحية الأخرى - مزودة بكل المؤن الغذائية اللازمة، ويقف - مع هذا - من ورائها اليهود (وهم ملوك المال) يسدون بما لديهم من ثروات طائلة أي نقص يحدث في تموين جيوش الغزاة.
(١) انظر في هذا الكتاب حديث حذيفة وقصة دخوله معسكر الأحزاب في آخر ليلة من ليالى الغزو.