٤ - أزد عمان. كانت منازلهم هناك بعمان حيث أسسوا لهم قبل الإِسلام فيها ملكًا عظيمًا.
موطنهم الأصلي مأرب باليمن من أرض سبأ، ولما تصدّع السد وأشرف على الانهيار, هاجروا وتفرقوا في البلاد، وكان الأوس والخزرج الذين استوطنوا يثرب، ولحقت خزاعة بمكة، ولحقت وادعة وبحمد وخزام وعتيك وغيرهم بعمان، ولحقت غامد ويشكر وبارق وميدعان وغيرهم بالشراة، ولحقت جفنة وآل محرّق بن عمرو بن عامر (مزيقيا) وقضاعة بالشام.
وقد كان لهم شأن عظيم بعد هجرتهم من مأرب، فكانوا ملوكًا بالشام والعراق ويثرب وعمان، ومن الجدير بالذكر أن قبيلة طئ العظيمة تنحدر من قبيلة الأزد.
وقد وفد وفدهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برئاسة ورد بن عبد الله (١) سنة تسع هجرية، ولما دخلوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلموه، فأعجبه ما رأى من سمتهم وزيّهم فقال: من أنتم؟ قالوا: مؤمنون، فتبسم - صلى الله عليه وسلم - وقال: إن لكل قول حقيقة فما حقيقة قولكم وإيمانكم؟ قالوا خمس عشرة خصلة، خمس منها أمرتنا رسلك أن نؤمن بها، وخمس أمرتنا أن نعمل بها، وخمس تخلَّقنا بها في الجاهلية، فنحن عليها إلا أن تكره منها شيئًا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما الخمس التي أمرتكم بها رسلى؟ قالوا: أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت. قال: وما الخمس التي أمرتكم أن تعملوا بها؟ قالوا: أمرتنا أن نقول: لا إله إلا الله ونقيم الصلاة، ونؤتى الزكاة، ونصوم رمضان، ونحج البيت إن استطعنا إليه سبيلا. قال: وما
(١) هو صرد بن عبد الله الأزدي. ذكره ابن حجر في الإصابة وابن الأثير في أسد الغابة، وذكر قصة وفوده مع قومه. توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصرد أمير له - صلى الله عليه وسلم - على جرش، ووجدت في وثيقة مخطوطة في خزانة الكتب بدار آل مقبول "الباشميل" أن الباشميل الذين رحلوا عن العبر بشمال حضر موت إلى العرسمة بوادى ليسر، ينتسبون إلى صرد بن عبد الله الأزدي، وكانوا قد جاؤوا إلى العرصمة بأواسط حضر موت منذ حوالي ثلاثمائة سنة.