التوراة) هاجرو بعد خراب الهيكل الأول بعد الميلاد إلى الحجاز فاستقروا في خيبر.
وأيا كان الأمر فإن المتفق عليه عند جميع المؤرخين أن اليهود في خيبر هم أجانب دخلاء استولوا على هذه المنطقة قبل ظهور الإسلام بعدة قرون فاشتغلوا بزراعة الحبوب والنخيل وكانوا محاربين أقوياء تمكنوا من السيطرة على خيبر من أول عهدهم حتى سقطت في أيدى المسلمين بقيادة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن اتخذها يهود بنى النضير مركزًا للعدوان والتآمر ضد المسلمين، كما أشرنا إلى ذلك فيما مضى من هذا الكتاب، وكما هو مفصل في كتابنا غزوة (الأحزاب).
ولقد كان يهود خيبر على جانب كبير من القوة والمنعة، ولم يذكر التاريخ أنهم تعرضوا طيلة عهد استعمارهم لخيبر حتى ظهور الإسلام لأى غزو، كما لم يرو التاريخ أنه حدثت فيما بينهم أية حروب أهلية كما هو شأن يهود يثرب وكانت خيبر مشهورة بالحصون والقلاع المنيعة التي أنشأها اليهود عندما كانت لهم السيطرة عليها وأشهرها سبعة حصون وهي حصن ناعم، وحصن القموص، وحصن الشق، وحصن النطاة، وحصن السلالم، وحصن الوطيح، وحصن الكتيبة، وقد استولى المسلمون على كل هذه الحصون عندما فتحوا خيبر في السنة التاسعة من الهجرة.
هذا هو كل ما يمكن قوله عن تاريخ اليهود في خيبر قبل الإسلام وهو كما يرى القارئ تاريخ غير ذي بال إذا ما قورن بتاريخ اليهود في يثرب أو حتى تاريخ اليهود في اليمن أو تاريخهم في الشمال (منطقة تيماء) حيث السموؤل بن عاديا الذي اشتهر ذكره قبل الإسلام وظل شائعًا إلى يومنا هذا.