للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جيش الأمراء. وقال: عليكم زيد بن حارثة: وقال: إن أصيب زيد فجعفر، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة. قال فوثب جعفر وقال: يا رسول الله ما كنت أرهب أن تستعمل زيدا علي. قال: امض فإنك لا تدرى أي ذلك خير، فانطلقوا، فلبثوا ما شاء الله، فصعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمر فنودى: الصلاة جامعة، فاجتمع. الناس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: أخبركم، أخبركم هذا؟ .

إنهم انطلقوا فلقوا العدو فقتل زيد شهيدًا، فاستغفر له، ثم أخذ اللواء جعفر فشد على القوم حتى قتل شهيدا، شهد له بالشهادة واستغفر له، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فأثبت قدميه حتى قتل شهيدا فاستغفر له، ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء، هو أمر نفسه، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم إنه سيف من سيوفك أنت تنصره" فمن يومئذ سمى خالد سيف الله، ورواه النسائي من حديث عبد الله بن المبارك، وفيه زيادة حسنة، وهو أنه - صلى الله عليه وسلم - لما اجتمع إليه الناس. قال: باب خير، باب خير، فذكر الحديث (١).

وقال الواقدي: حدثني محمد بن صالح، عن عاصم بن عمر بن قتادة، وحدثني عبد الجبار بن عمارة بن عبد الله بن أبي بكر، زاد أحدهما على صاحبه في الحديث، قالا: لما التقى الناس بمؤتة، جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر وكشف له ما بينه وبين الشام، فهو ينظر إلى معركتهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أخذ الراية زيد بن حارثة، فجاءه الشيطان فحبب إليه الحياة وكره إليه الموت وحبب إليه الدنيا. فقال: الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين تحبب إلى الدنيا، فمضى قدما، فصلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال استغفروا له فقد دخل الجنة وهو يسعى، ثم أخذ الراية جعفر بن أبي طالب، فجاءه الشيطان فمناه الحياة وكره إليه الموت ومناه الدنيا. فقال: الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين تمنينى الدنيا، ثم مضى قدمًا حتى


(١) البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>