للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحكم على حلفائهم اليهود - أحب أن يستوثق من الجميع ويأخذ عليهم العهد -الرسول والأوس وبنى قريظة- بأن حكمه إذا ما صدر يكون غير قابل للنقض أو النقاش.

فقد وقف المحكم الشاب الجريح سعد بن معاذ، في المعسكر النبوى، ووجه حديثه إلى قومه الأوس خاصة وإلى من في المعسكر عامة قائلًا .. عليكم بذلك عهد الله وميثاقه أن الحكم كما حكمت؟ .

قالوا .. نعم. ثم اتجه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأشار إلى الناحية التي هو فيها، ثم قال -وهو معرض عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إجلالًا له وإكبارًا- وعلى من ها هنا، وأشار إلى الخيمة التي فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال عليه الصلاة والسلام .. نعم (١). ثم أشار إلى بني قريظة المحجوزين جانبًا في المعسكر ليستوثق منهم أيضًا قائلًا: أترضون بحكمى؟ .

قالوا: نعم (٢).

وبينما الحديث يجرى هكذا في المعسكر النبوى حول تفويض سعد بن معاذ في أمر بني قريظة، كان هؤلاء اليهود الذين حاق بهم مكرهم السئ يرتجفون خوفًا من المصير المرعب الذي يتوقعونه.

إلا أنهم مع شعورهم بالخوف الشديد، فقد بقى لديهم شيء من الأمل في الحياة، بعد أن علموا أن حلفاءهم الأوس قد بذلوا وساطتهم لدى الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - ليخفف من عقوبتهم، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نتيجة لهذه الوساطة قد جعل أمر هؤلاء اليهود لحليفهم وسيد حلفائهم سعد بن معاذ.


(١) سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٢٤٠.
(٢) السيرة الحلبية ج ٢ ص ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>