للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جعلته يضاعف اهتمامه بأخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال .. إنه أخبر أن (هرقل) لا انتهى إلى بيت المقدس وقضى فيه صلاته. أصبح "ذات غداة مهمومًا يقلب طرفه إلى السماء. فقال له بطارقته .. والله لقد أصبحت أيها الملك الغداة مهمومًا. قال: أجل أُريت في المنام أن ملك الختان ظاهر. قالوا: ما نعلم أمة تختتن إلا يهود، وهم في سلطانك، فابعث إلى كل من لك عليه سلطان في بلادك فمره فليضرب أعناق كل من تحت يديه من يهود واسترح من هذا الهم.

قال أبو سفيان إنهم والله لفى ذلك من رأيهم يديرونه، إذا أتاهم رسول صاحب بُصرى (١) برجل من العرب، فقال: أيها الملك إن هذا الرجل من العرب من أهل الشاء والإِبل ويحدث عن أمر حدث ببلاده فسَله عنه.

فلما انتهى به إلى هرقل رسول صاحب بُصرى. قال هرقل: لترجمانه سله ما كان هذا الحَدث الذي كان ببلاده؟ فسأله: فقال: خرج بين أظهرنا رجل يزعم أنه نبي، قد اتبعه ناس وخالفه ناس. وقد كانت بينهم ملاحم في مواطن كثيرة فتركتهم على ذلك.

ويذكر أبو سفيان فيقول: وعندها أمر (هرقل) بتفتيش الرجل. فإذا هو مختون. فقال (هرقل): هذا والله الذي رأيت، لا ما تقولون، أعطوه ثوبه، ثم دعا الإِمبراطور صاحب شرطته. وقال له .. قلب لي الشام ظهرًا وبطنًا حتى تأتينى برجل من قوم هذا الرجل (يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -). قال أبو سفيان: فوالله إنا (لبغزة) إذ هجم علينا صاحب شرطته. فقال: أنتم من قوم هذا الرجل الذي بالحجاز؟ قلنا: نعم. قال: فأيكم أمس به رحمًا؟ قلت: أنا، فنقلنا في الحال إلى بيت المقدس حيث الملك (هرقل).

فلما انتهينا إليه. قال: أنتم من رهط هذا الرجل؟ (يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -) قلنا: نعم. قال: فأيكم أمس به رحمًا قلت: أنا (٢).


(١) بصرى (بضم الباء وسكون الصاد) مدينة تجارية شهيرة في المنطقة الجنوبية في الشام قريبة من الجولان.
(٢) قال أبو سفيان: أنا. لأنه يلتقى بالنبي (- صلى الله عليه وسلم -) في الجد الخامس (عبد مناف).

<<  <  ج: ص:  >  >>