ويتحدث أبو سفيان عن هيبة (هرقل) فيقول: وأيم الله ما رأيت من رجل كان أنكر من ذلك الأغلف - يعني هرقل - فقد قال لرئيس شرطته: أدنه منى، فأقعدني بين يديه، وأقعد أصحابي خلفى. ثم قال: إني سأسأله، فإن كذب فردوا عليه. قال أبو "سفيان: فوالله لو كذبت ما رُد على ولكنى كنت امرأ سيدًا، أتكرم عن الكذب، وعرفت أن أيسر ما في ذلك إن أنا كذبته أن يحفظوا ذلك على، ثم يحدثوا به عنى، فلم أكذبه. وقد كان استجواب الإِمبراطور لأبي سفيان على النحو التالي.
فقد بدأ الإِمبراطور استجوابه لأبي سفيان بقوله .. أخبرني عن هذا الرجل الذي خرج بين أظهركم يدَّعى ما يدعى.
فقال أبو سفيان: فجعلت أزهِّد له شأنه وأصغر له أمره وأقول: أيها الملك ما يهمك من أمره؟ إن شأنه دون ما يبلغك.
ولم يُعجب الإِمبراطور هذا التهرب وتهوين أبي سفيان من شأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لذلك انتهره. وقال: أنبئنى عما أسألك عنه من شأن صاحبكم، قال أبو سفيان: قلت: سل عما بدا لك.
فقال كيف نسبه فيكم؟
قلت: محض (أي خالص). هو أوسطنا نسبًا.
قال: فأخبرني هل كان أحد من أهل بيته في الماضى يقول مثل ما يقول فهو يتشبه به؟ قلت: لا.
قال: فهل كان له فيكم ملك فاستلبتموه إيّاه فجاء بهذا الحديث لتردّوا عليه ملكه؟ ؟ .
قلت: لا.
فقال: أخبرني عن أتباعه منكم. من هم؟
قال: قلت: الضعفاء والمساكين والأحداث والغلمان والنساء. وأما ذوو الأسنان والشرف من قومه فلم يتبعه منهم أحد.