للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - كما جعل العتق كذلك عقوبة الذين يظاهرون من نسائهم: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا} (١).

٣ - وكذلك جعل الذي يفطر في رمضان بالوقاع ملزمًا بتحرير رقبة.

٤ - وكذلك الذي يحنث في يمينه: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْو فِي أَيمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} (٢).

وبعد تلك النداءات والتوصيات المتكررة التي وجهها الإسلام إلى الذين يملكون الرقيق وحضهم فيها على ابتغاء مرضاة الله بتحرير الرقيق. تبارى الرعيل الأول من المسلمين في ميدان تحرير العبيد، وكان الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - القدوة الأولى في ذلك.

إِذ قام - صلى الله عليه وسلم - بتحرير كل من عنده من الأرقاء. وانتشرت موجة التطوع بتحرير الرقيق بين الصحابة رضوان الله عليهم وخاصة الأثرياء منهم.

وذهب كثير منهم في التطوع إلى أبعد من تحرير الرقيق الذي عنده, فصار يہشتري العبيد بماله بقصد تحريرهم. فيعتقهم ابتغاء مرضاة الله تعالى.

وفي مقدمة هؤلاء أبو بكر الصديق الذي كان ينفق الأموال الطائلة من حرِّ ماله في شراء العبيد من كفار قريش ليعتقهم


(١) سورة المجادلة ٣.
(٢) المائدة ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>