للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَهي هذه مدنية القرن العشرين التي بها يتشدق الببغاوات من المحسوبين على الإسلام ويجعلونها مثلهم الأعلى ومرجعهم الأول في الحديث عن الإنسانية والمدنية وحقوق الإنسان ويحتجون بأنَّ إعدام ثمانمائة مقاتل من خونة يهود بني قريظة يتنافى مع روح مدنيتهم هذه؟ ؟ .

أَهذه هي مدنية القرن العشرين التي أباحت بقانون دم إنسان زنجي إذ حكمت عليه بالإعدام ونُفِّذ فيه هذا الحكم لأَنَّه سرق دولارين من إنسان أبيض (١)، وحكمت بالإعدام على زنجي آخر لأنه (فقط) راود امرأة بيضاء عن نفسها ولم يرتكب الخطيئة؟ .

أهذه هي المدنية العالية التي يجعلها الحاقدون على الإسلام والمفتونون من المنتسبين إليه، مقياسًا أعلى للإنسانية والرحمة والعدل توزن ميزان روحها أعمال أعظم وأعدل وأرحم رجل عرفه التاريخ محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -، ويصفون حكم الإعدام الذي أقره ونفذه في يهود بني قريظة بالقسوة والهمجية بحجة أنه يتنافي مع روح هذه المدنية، مدنية القرن العشرين إياها (٢)؟ ؟ .


= الجوية التي شنتها طائرات الحُلفاء بدون تمييز على همبورج، وكم مثل هذه الأعمال الوحشية الي ارتكبها الذين يتشدقون بروح مدنية القرن العشرين المزعومة.
(١) قبل ما يقرب من خمس سنوات حكمت محكمة أمريكية في الولايات المتحدة بالإعدام على الزنجي (جيمس ولسون) وجريمته (كما أعلنت المحكمة) أنه سرق دولارين إلَّا ربعًا من امرأة بيضاء ... انظر كتابنا (صراع مع الباطل ص ١١٧.
(٢) وأين هؤلاء الذين يريدون الطعن في الحكم الصادر والنافذ في ثمانمائة مقاتل من بني قريظة بحجة أنه يتسم بطابع الوحشية والانتقام، أين هؤلاء المتمدنون من فعلة ريتشارد (قلب الأسد) قائد الحملة الصليبية في فلسطين الذي أعدم ثلاثة آلاف أسير من المسلمين في فلسطين بعد أن أعطاهم الأمان وقطع على نفسه عهدًا بحقن دمائهم؟ ! كما أثبت ذلك جوستاف لوبون في كتابه (حضارة العرب)؟ .

<<  <  ج: ص:  >  >>