هؤلاء المتمدنون مئات الآلاف من النساء والشيوخ والأطفال الذين لم يكونوا (يومًا من المحاربين) ويستأصلون شأفتهم باسم القانون وحماية الوطن وسلامة الدولة.
فأين (مثلًا) إبادة ثمانمائة مقاتل (خونة محاربين ناكثين غادرين) نزل بهم حكم الإعدام قصاصًا، من مائتين وخمسين ألف غير محاربين ولا خونة ولا ناكثين ولا غادرين مسحتهم من الوجود هم ومدينتهم نساء وأطفالًا وشيوخًا، قنبلة ذرية واحدة ألقت بها عليهم (عن قصد وسابق تخطيط) طائرة حربية تابعة لدولة يقال حتى هذه اللحظة إنها أُم الحريات ومعقل الدفاع عن الإنسانية، وهي دولة الولايات المتحدة الأمريكية، التي ألقى سلاح طيرانها تلك القنبلة على مدينة (هيروشيما العزلاءِ الآمنة في اليابان) في أواخر الحرب العالمية الثانية، كما أُلقيَّ مثلها على سكأن مدينة (نجازاكى العزلاء كذلك) فأَباد وشوّه (أيضًا) مئات الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال العزَّل؟ .
نعم أين إعدام ثمانمائة يهودى قُتِلُوا بعد محاكمة وإدانة صريحة بالخيانة العظمى والغدر البشع، من حصد أرواح مئات الآلاف من النساء والشيوخ والأطفال العزل اليابانبين دون أن يقترفوا ذنبًا أو يرتكبوا خطيئة؟ .
وبعد، ألا يخجل هؤلاء المتعصبون ضد الإسلام والباحثون له كل يوم عن مطعن يحطُّ من شأنه، ألا يخجل هؤلاء هم وفروخهم من المنتسبين إلى الإسلام والطاعنين (باسم الإنسانية) في الحكم الصادر والنافذ بحق هؤلاء اليهود الخونة .. ألا يخجل هؤلاء