للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوداع (١) ثم أخذ على الزغابة (٢) ثم على نقمى (٣) ثم سلك المستناخ ثم على عصر (٤) حتى انتهى إلى الصهباء (٥) قال الواقدي: صلي - صلى الله عليه وسلم - بالصهباء العصر ثم دعا بالأطعمة فلم يؤت إلا بالسويق والتمر فأكل - صلى الله عليه وسلم - وأكلوا معه ثم قام إلى المغرب فصلى بالناس ولم يتوضأ ثم صلى العشاء بالناس.

وفي الصهباء (وهي أقرب منزل نزله النبي بجيشه من خيبر) قرر أن يكون هجومه على خيبر من ناحيتها الشمالية، ليحول بين اليهود وبين الفرار إلى الشام.

فقد استدعى الأدلاء فجاءه حسيل بن خارجة الأشجعي وعبد الله بن نعيم الأشجعي، فأخبرهما بخطته الرامية إلى مهاجة خيبر من الشمال قائلًا: امض أمامنا حتى نأخذ صدور الأودية حتى نأتى خيبر من بينها وبين الشام وبين حلفائهم من غطفان، فقال حسيل: أنا أسلك بك، فانتهى به الدليل (حسيل) إلى موضع له طرق متعددة كلها تؤدى إلى خيبر، فقال: يا رسول الله إن لها طرقًا يؤتى منها كلها، فطلب الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الدليل (حسيل) أن يسمى هذه الطرق فوصفها وسماها، فاختار الرسول - صلى الله عليه وسلم - سلوك طريق منها اسمها (مرحب) فاجتازها حتى انتهت به إلى خيبر من ناحيتها الشمالية.

وقد سلك على حياض والسرير (٦) فاتبع صدور الأودية حتى هبط على


(١) ثنية الوداع ممر رئيسى يقع شمال المدينة.
(٢) زغابة (بضم أوله) موقع على بعد أميال من المدينة ناحية الشمال، بين الجرف والغابة.
(٣) نقمى (بفتح أوله) قال ياقوت في معجمه: موضع إلى جانب أحد. . يقع في الطرف الغربي للجبل.
(٤) عصر (بكسر أوله وسكون ثانيه) جبل بين المدينة ووادي الفرع، قال ابن إسحاق: بني النبي - صلى الله عليه وسلم - يعمر مسجدًا وهو في طريقه إلى خيبر والفرع (بضم أوله وسكون ثانيه) قال: ياقوت: قرية من نواحى المدينة بينها وبين المدينة ثمانية برد.
(٥) الصهباء (بفتح أوله وسكون ثانيه) قال في معجم البلدان، موضع بينه وبين خيبر، روحة، له ذكر في الأخبار.
(٦) السرير: الوادي الأدنى من خيبر، كذا قال السمهودى في وفاء الوفاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>