للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشاكل الرئيسية الأربعة

ويمكن تلخيص هذه المشاكل كما يلي:

أ - المنافقون

فقد بدأ هؤلاء المنافقون بإثارة المشاكل وإحداث القلاقل ضد المسلمين بمجرد شروعهم في التهيؤ لملاقاة المشركين في أُحُد.

إذ، انخذل رأس النفاق عبد الله بن أبيّ بثلاثمائة مقاتل خرجوا لمقاتلة المشركين، فرجع بهم إلى المدينة في أحرج ظرف يمر به الجيش الإسلامي، مغتنمًا هذا المنافق فرصة الأخطار المحيطة بالمسلمين، لعله يساهم بهذه الخيانة في مضاعفة هذه الأخطار التي كان يود أن تؤدي مضاعفتها إلى الإطاحة بحكم الرسول ومحو سلطانه في يثرب التي كان ذلك المنافق (قبل وصول النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة مهاجرًا بقليل) مرشحًا لأن يكون ملكًا عليها (١) ذلك أن عبد الله بن أبيّ هذا كان سيدًا من سادات الخزرج الذين يمثلون الأغلبية (دائمًا) في المدينة.

ولكن نجمه أفل وانهارت آماله في التربع على عرش يثرب، عندما


(١) جاء في سيرة ابن هشام ج ١ ص ٢٩٢ (عند تعرضه لذكر الفتنة القومية التي حاول عبد الله بن أبي إشعال نارها بين المهاجرين والأنصار في غزوة بني المصطلق) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأسيد بن حضير (أحد زعماء الخزرج)، أو ما بلغك ما قال صاحبك؟ ؟ فقال وأي صاحب يا رسول الله؟ ؟ قال، عبد الله بن أبي، قال .. وما قال: قال زعم أنه رجع إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، قال .. فأنت يا رسول الله، والله تخرجه منها إن شئت، هو والله الذليل وأنت العزيز، ثم قال .. أرفق به. فوالله لقد جاءنا الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه فإنه ليرى إنك استلبته ملكًا ..

<<  <  ج: ص:  >  >>