للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأكثر، رفضوا ما عرض عليهم الغادرون وقالوا والله لا نقبل من مشرك عهدًا ولا عقدًا أبدًا.

وعلى رأس هذ الفريق مرثد بن أبي مرثد (رئيس البعثة) وخالد بن البكير وعاصم بن ثابت بن أبي الأفلح، فقد شد هؤلاء - وعددهم سبعة - على الغادرين وقاتلوهم قتال الأبطال، ولكن كثرة الهذليين المجرمين تغلبت على هؤلاء الأصفياء فسقطوا جميعهم صرعى يرحمهم الله.

أما الفريق الثاني من رجال البعثة النبوية - وعددهم ثلاثة - فقد رأوا أن لا فائدة من المقاومة ووثقوا بالأمان الذي عرضه عليهم رجال قبيلة هذيل فاستسلموا فأوثقهم الغادرون كتافا، وهؤلاء المستسلمون هم .. زيد بن الدَّثنة (١) .. وخبيب بن عدي (٢) .. وعبد الله بن طارق (٣).

وبعد أن وقع هؤلاء الثلاثة في الأسر، أسرع بهم الهذليون إلى مكة ليبيعوهم فيها من مشركى قريش الذين تعلم هذيل أنه يسرهم جدًّا أن يقع في أيديهم أمثال هؤلاء الرجال من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -.


(١) هو زيد بن الدثنة (بفتح الدال وكسر المثلثة بعدها نون) بن معاوية البياضى الأنصاري، من السابقين إلى الإسلام، شهد بدرًا وأحدًا قتله المشركون صبرًا بالتنعيم في مكة كما سيأتي تفصيله.
(٢) هو خبيب (بضم أوله وفتح ثانية) بن عدي بن مالك الأوسى الأنصاري من السابقين إلى الإسلام، شهد بدرًا وأحدًا، قتله أهل مكة وصلبوه في التنعيم مع زيد بن الدثنة كما سيأتي تفصيله فيما يلي من هذا الكتاب إن شاء الله.
(٣) هو عبد الله بن طارق بن عمرو بن مالك البلوى، والأنصارى بالحلف، عده موسى بن عقبة في أهل بدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>