للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستخبارات الإسلامية نقلت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - نبأ مفاده أن سيد بنى المصطلق (الحارث بن أبي ضرار) (١) قد أخذ يحشد قومه ومن أطاعه من قبائل العرب المجاورة لحرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنه قد جمع جموعًا كبيرة يريد بها غزو المدينة.

فسارع الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأرسل أحد استخباراته الأذكياء المحنكين ليستطلع له وينظر فيما إذا كان الخبر الذي تلقاه صحيحًا أم لا، وكان الذي وقع عليه الاختيار لهذه المهمة هو بريدة بن الحصيب الأسلمي (٢).

وقبل أن يغادر رجل الاستخبارات النبوية المدينة طلب من الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يسمح له باللجوء إلى الكذب على العدو إذا ما اضطر إلى ذلك أثناء قيامه بمهمته في أرض العدو، فسمح له بذلك كضرورة يلجأ إليها رجل الاستخبارات في مثل هذه المواقف.

وبأقصى سرعة انطلق رائد الاستخبارات النبوية (بريدة) ولم تمض أيام قليلة حتى كان بين بنى المصطلق في مضاربهم، وبعد إجراء التحرى الكزم وجد الخبر صحيحًا.

وقد استقى الحقيقة من مصدرها إذ قابل قائد الحشد الحارث بن


(١) هو الحارث بن أبي ضرار بن خبيب بن عائذ بن مالك بن المصطلق الخزاعي، قائد هذه القبيلة العظيمة في تلك المعركة الخاسرة، وهو والد جويرية أم المؤمنين، أسلم بعد غزوة بنى المصطلق، وحسن إسلامه.
(٢) هو بريدة بن الحصيب بن عبد الله الأسلمي، قال ابن السكن، أسلم حين مر به النبي صلى الله عليه وسلم - مهاجرًا - بالغميم .. من فضلاء الصحابة، وفي الصحيحين أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوة، وكان من قادة الفتح الإسلامي غزا خراسان في خانة أمير المؤمنين عثمان، وتوفى في خلافة يزيد بن معاوية.

<<  <  ج: ص:  >  >>