للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحواجز والعراقيل التي أرهقوا أنفسهم في إقامتها لصد تيار دعوة القرآن.

حيث لم تزد هؤلاء اليهود الأيام، إلا تكشفًا (للرأى العام) على حقيقتهم الخبيثة، وصار كل يوم يمر على حربهم الجدلية المتعنتة مع الإسلام يكشف عن نقيصة من نقائص تناقضاتهم، أو يرفع الستار عن خبية من خبايا نواياهم الشريرة التي يبيتون لأهل يثرب خاصة.

وبدلًا من أن ينصاع أهل يثرب إلى مغالطات اليهود ويتأثروا بتلبيساتهم وبسحب الشكوك التي يرسلونها حول الدعوة الجديدة الحقة فيندفعوا في تيار أراجيف هؤلاء اليهود المغرضة، تركوهم وحدهم في الميدان، ولم يمض أكثر من خمسة أشهر على وصول النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة حتى أصبح كل الناس في المدينة وما حواليها من منطقة يثرب (ما عدا اليهود) يدينون بالإسلام ويخضعون لنظامه، وحتى أصدقاء اليهود من العرب المنافقين الذين تعلموا النفاق على أيدى هؤلاء اليهود في المدينة، لم يسعهم - أمام المد الإسلامى الزاخر - إلا أن يُعلنوا (ظاهرًا) إيمانهم بالدين الجديد وخضوعهم لنظامه، وبقى العنصر الوحيد (في يثرب) الذي لم يدخل في الدين الجديد هو العنصر اليهودى من إسرائيليين وعرب.

وقد عز على اليهود أن تكون نهاية حربهم الجدلية العقيمة الباردة ضد الإسلام ذلك الفشل الذريع، وساءهم جدًّا، أن تكون حصيلة صراعهم العقائدى المضنى مع دعوة الإسلام تلك الهزيمة المحطمة لآمالهم والتي انتهت بانضواء كل المجتمع اليثربى (عدا

<<  <  ج: ص:  >  >>