للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لتحطيم معنويات المسلمين وإشاعة روح التخاذل والتفكك والفزع بينهم.

حتى إنهم أشاعوا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قتل وأن جيشه قد تحطم في معركة بدر، وأن جيش مكة زاحف بقيادة أبي جهل لاحتلال المدينة ومحو آثار الدعوة الإسلامية من الوجود.

وقد فعلت هذه الأراجيف فعلها السئ في نفوس المسلمين في المدينة، وهذا هو الذي هدف إليه اليهود من وراء إشاعاتهم الكاذبة.

وبينما كان المسلمون نهبًا للقلق والخوف نتيجة هذه الإشاعات اليهودية التي زحمت أرجاء المدينة والتي كادت تذهب لها عقول المسلمين، إذا بالبشير بانتصار المسلمين في معركة بدر يسبق الجيش النبوى المنتصر ويدخل المدينة مبشرًا أهلها ومؤكدًا لهم انتصار المسلمين الساحق في معركة بدر على قوى الشر والعدوان.

فتهتز مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالتكبير والتهليل من أقصاها إلى أقصاها فرحًا واستبشارًا بهذا النصر المؤزر الذي عن طريقه دخل المسلمون التاريخ من أوسع أبوابه.

أما اليهود فقد صعقوا لنبإ الانتصار الساحق الذي ما كانوا بتصورون حدوثه مطلقًا، وكادوا يتهمون أسماعهم عندما سمعوا صوتى (البشير) عبد الله بن رواحة وزيد بن حارثة يدويان، وهما يركضان راحلتيهما في أحياء المدينة يبشران المسلمين بانتصار الجيش النبوى على قريش في بدر.

ولقد سقط في أيدى اليهود وكادوا يتهمون أبصارهم، وعلاهم الذهول عندما رأوا زعماء قريش وقادة جيشها في معركتهم الخاسرة

<<  <  ج: ص:  >  >>