للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسرعة والإقدام، قرارًا قد يعتبره بعض العسكريين اليوم مغامرة عسكرية خطيرة أو عملًا انتحاريًّا خطيرًا.

فالبرغم من أن الجيش الإسلامي الذي خاض معركة أُحُد (لا تزال جراحة تنضح دمًا) فقد صدرت أوامر القائد الأعلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأن يتحرك (وعلى جناح السرعة) لمطاردة جيش مكة الذي يقال إنه المنتصر ومتى صدرت هذه الأوامر إلى الجيش الإسلامي؟ ؟ .

لقد صدرت إليه هذه الأوامر النبوية بعد مرور أقل من خمس عشرة ساعة على انتهاء المعركة الرهيبة التي خاضها هذ الجيش في أُحد، والتي ناله فيها ما ناله من اندحار تعبوي.

وحرصًا من النبي القائد المحنك الحكيم، على إظهار المسلمين (أمام أعدائهم المتربصين بهم والظانين بهم ظن الضعف والانهيار) بمظهر القوة والنجدة والتماسك والثبات، وعدم الاكتراث بما أصابهم في معركة أُحُد .. أمر بأن لا يشترك في حملة مطاردة الجيش المكي إلا الجند الذين خاضوا معركة أُحد فقط.

قال ابن إسحاق: فلما كان الغد من يوم أُحُد (لست عشرة ليلة من شوال) أذن مؤذن رسول الله عليه الصلاة والسلام في الناس بطلب العدو، فأذن مؤذنه أن لا يخرجن معنا أحد، إلا أحد حضرنا يومنا بالأمس (١).


(١) سيرة ابن هشام ج ٢ ص ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>