يقول (في حق الأصيرم هذا) حدثوني عن رجل دخل الجنة ولم يصل.
وعلى هذين النقيضين (الأصيرم وقزمان) ينطبق قول النبي - صلى الله عليه وسلم -، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة.
فقزمان كان (فيما يبدو للناس مسلمًا) حيث قاتل في جانب النبي يوم أُحد قتال الأبطال فكان الناس يظنونه من أهل الجنة مات شهيدًا على عقيدة الإسلام وفي سبيلها، بينما هو في الحقيقة عكس ذلك لم يقاتل على دين وإنما قاتل حمية ودفاعًا عن أحساب قومه فحسب، فظهرت حقيقته عندما أشرف على الموت، إذ اعترف بأنه لم يقاتل من أجل الإسلام وإنما قاتل قتالًا وطنيًا مجردًا فاستحق بذلك النار لأنه قاتل على غير عقيدة دينية.
وهذا هو (دائمًا وأبدًا) مصير كل قتيل من المنتسبين إلى الإسلام يُخرج أثناء قتاله (من حسابه) عقيدة الإسلام فيرفض القتال باسمها وتحت لوائها، ولا يتحرج من التشنيع على الذين يدعون إلى أنه من الضروري ربط كل كفاح أو جهاد في الوطن الإسلامي بعقيدة الإسلام .. نعم إن كل منتسب إلى الإسلام هذا شأنه فإن مصيره إلى النار حتى وإن قتل بسلاح أعداء الإسلام، لأنه لا فرق بينه وبين هؤلاء الأعداء ما دام أنه على هذه الدرجة من رفض عقيدة الإسلام ومحاربة الداعين إليها ومقاومة المنادين بالجهاد في سبيلها وتحت رايتها.