للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان أَحد الذين يتولون حراسة النبي الأَعظم - صلى الله عليه وسلم - أثناء محادثاته مع عروة.

وكان المغيرة (قبل أَن يهديه الله للإسلام) شابًّا صعلوكًا سكيرًا قاطع طريق، غير أَن اعتناقه للإسلام حوَّله إلى إنسان آخر، صار من الصفوة المختارة والشباب المؤمن القوي الذين اختيروا للقيام بمهمة حراسة النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك الجوّ الملبد بغيوم الحرب.


= إذ يبايعونك الآية)، وكان من دهاة العرب المشهورين، قال قبيصة بن جابر: صحبت المغيرة فلو أَن مدينة لها ثلاثة أبواب لا يخرج من باب منها إلا بالمكر لخرج المغيرة من أبوابها كلها، كان من قادة الفتح الإسلامي، ولاه الخليفة عمر البصرة، فغزا ميسان وهمذان وفتحها مع بلاد أخرى، حضر حروب الفرس في عهد عمر، وكان ضمن الوفد الذي أرسله القائد سعد إلى قائد الفرس الأعلى للتفاوض ودعوتهم إلى الإسلام أو الجزية أو الحرب، وهو الذي خرق برمحه بساط رستم، وجلس معه على سريره تحديًا، ولما غضب حراس رستم، فجبذوه من الكرسي بالقوة، قال: الآن علمت أن ملككم سيزول، كان أحسن من الذي صنعتم لو أخبرتموني أن بعضكم أربابًا لبعض، إننا معشر المسلمين نتساوى، وفي صحيح البخاري أن المغيرة كان من مستشاريي القائد الثقي الورع العظيم النعمان بن مقرن، فاتح نهاوند التي يسمى فتحها بفتح الفتوح، لأنه لم تقم للفرس بعد فتحها قائمة، عزل الخليفة عمر المغيرة بعد تلك التهمة التي وجهت إليه والتي جلد بسببها الخليفة ثلاثة من الصحابة بسبب عدم ثبوت هذه التهمة شرعًا .. كذلك ولاه الفاروق إمارة البحرين، وكان المغيرة، أول من سلم عليه بالإمارة .. عندما نشب الصراع الدامي المؤسف بين علي ومعاوية، اعتزل المغيرة الفريقين والتزم الحياد، إلا أنه في النهاية بايع معاوية عندما اجتمع عليه المسلمون بعد مقتل أمير المؤمنين علي وتنازل الحسن رضي الله عنهم أجمعين. شهد المغيرة معركة اليرموك التاريخية، وفقد فيها إحدى عينيه، فصار بعدها أعور ويسميه خصومه السياسيون بأعور ثقيف تنقصًا له، ولاه الخليفة معاوية الكوفة فاستمر عليها واليًا حتى مات سنة خمسين، قال الطبري: لا يقع المغيرة في أمر إلا وجد له مخرجًا، ولا يلتبس عليه أمران إلا ظهر الرأي في أحدهما، اشترك المغيرة مع أبي سفيان في هدم اللات طاغية ومعبود ثقيف، وكان قد عرف مصر حيث سافر إليها وقابل المقوقس في الجاهلية وكان إسلامه عقب عودته من مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>