للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسلمي (١).

وهنا بدا وكأن محاولة المنافقين قد فشلت نهائيا، لأن هؤلاء المنافقين لا تستطيع العناصر المكلفة منهم بتنفيذ خطة الاغتيال، تنفيذ هذه الخطة، لأن انفصال هذه العناصر من الجيش تثير حولهم الشكوك والريب وتجعلهم من المتعمدين مخالفة أوامر الرسول القائد صلى الله عليه وسلم. ولكن هؤلاء المنافقين لم ييأسوا، فقد مضوا في مخططهم، فاغتنموا فرصة ظلام الليل الذي سيكون مخيما عندما يمرّ الرسول صلى الله عليه وسلم بالمكان الخطر من العقبة الذي قرروا أن تتم فيه عملية الاغتيال، فوضعوا مخططًا جديدا لاغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم.

وهذا المخطط الجديد يتلخص فيما يلي:

١ - أن ينتدب ثلاثة عشر من هؤلاء المنافقين للمهمة.

٢ - عليهم أن لا يباشروا المؤامرة إلا إذا خيم الظلام.

٣ - عليهم أن يتلثموا عند الشروع في المؤامرة لئلا يتمكن أحد من معرفتهم.

٤ - عليهم أن ينصبوا كمينهم في المكان الخطر المحدد من العقبة.

٥ - عليهم أن لا يستخدموا أي سلاح من رمح أو سيف أو نبل لتنفيذ الاغتيال.

٦ - بل عليهم إذا مر بهم النبي صلى الله عليه وسلم في المكان الخطر المحدد من العقبة، أن يزحموا جميعهم ناقته بركابهم ويلجئوها إلى حافة الوادي ثم يقطعون أنساع (٢) رحلها في الظلام حتى يقع النبي صلى الله عليه وسلم عنها إلى الوادي فيموت.

وعلى أساس هذه الخطة شرع المنافقون في المؤامرة الخبيثة الجديدة، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم اكتشفهم عند شروعهم في المؤامرة


(١) هو حمزة بن عمرو بن عويمر بن الحارث. وهو من بني أسلم، يكنى أبو صالح، وهو من رواة الحديث، فقد روى عنه كثير من الأئمة، منهم يحيى بن سعيد والثورى وشعبة والحمادان. توفي سنة إحدى وستين وهو ابن إحدى وسبعين منة وقيل ابن ثمانين سنة.
(٢) الإنساع: هي الأحزمة التي يربط ويشد به الرحل على ظهر الناقة أو الجمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>