للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأحبطها حين أمر حذيفة بن اليمان بمهاجمتهم فهاجمهم حذيفة، ولما كانوا لا يريدون أن يعرفهم أحد هربوا وما زالوا يوغلون في الهرب حتى دخلوا في سواد الجيش في الوادي لئلا يعرفهم أحد (١).

قال الواقدي يصف هذه المؤامرة الدنيئة: ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض الطريق مكر به أناس من المنافقين وائتمروا أن يطرحوه من عقبة في الطريق، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك العقبة أرادوا أن يسلكوها معه فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرهم فقال للناس؟ اسلكوا بطن الوادي فإنه أسهل لكم وأوسع، فسلك الناس بطن الوادي وسلك رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة، وأمر عمار بن ياسر أن يأخذ بزمام الناقة يقودها، وأمر حذيفة بن اليمان أن يسوق من خلفه. فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في العقبة إذ سمع حس القوم قد غشوه، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر حذيفة أن يردهم، فرجع حذيفة إليهم وقد رأوا غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يضرب وجوه رواحلهم بمحجن في يده، وظن القوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اطلَّع على مكرهم، فانحطوا من العقبة مسرعين حتى خالطوا الناس، وأقبل حذيفة حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فساق به، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من العقبة نزل الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا حذيفة، هل عرفت أحدا من الركب الذين رددتهم؟ قال: يا رسول الله عرفت فلان وفلان، وكان القوم ملثمين فلم أبصرهم في ظلمة الليل (٢).

وكان هؤلاء المتآمرون قد نجحوا نجاحا جزئيا عندما شرعوا في مؤامرتهم الخبيثة، حيث تمكنوا من أن يزعجوا ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نفرت به فسقط لهذا اففور بعض متاع رحله ولكنه هو صلى الله عليه وسلم لم يسقط ...


(١) انظر إمتاع الأسماع ص ٤٧٧ - ٤٧٨ وزاد المعاد ج ٣ ص ١٦ - ١٧ والبداية والنهاية ج ٥ ص ١٩ و ٢٠ و ٢١.
(٢) المغازي ج ٣ ص ١٠٤٢ - ١٠٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>