للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجهزت ثلاثين فارسًا من ولدها وولد ولدها وأمرتهم بالذهاب إلى المدينة لكي يقوموا باغتيال الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا أَنهم لم يتمكنوا من ذلك (١).

ويظهر أَن (أُم قرفة) هذه كانت القائد الفعلي لقومها من بني بدر .. يدل على ذلك أَنَّ بعض المؤرخين أَسمى هذه الحملة التي أَسرت فيها قرفة وابنتها (بسرية أَم قرفة) (٢).

أَما كيف حققت الحملة أَهدافها فقد ذكر المؤرخون أَن رجال الحملة المسلمين شنوا الغارة على بني بدر في عماية الصبح، بعد أَن فرغوا من أَداء فريضة الصلاة.

قال سلمة بن الأَكوع (كما في صحيح مسلم): بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر الصديق إلى فزارة، وخرجت معه حتى إذا صلينا الصبح أَمرنا فشنينا الغارة، فوردنا الماءَ، فقتل أَبو بكر من قتل، ورأَيت طائفة (منهم الذرارى) فخشيت أن يسبقوني إِلى الجبل فأَدركتهم ورميت بسهم بينهم وبين الجبل، فلما رأَوا السهم وقفوا، وفيهم امرأَة هي (أُم قرفة) عليها قشع من أَدم .. معها ابنتها من أَحسن العرب، فجئت بهم أَسوقهم إلى أَبي بكر فنفلني أَبو بكر ابنتها فلم أَكشف لها ثوبًا.

وقد جاءَ في مسلم (كما نقله ابن برهان الدين) أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما عاد سلمة بن الأَكوع طلب منه أَن يهب له تلك الفتاة الجميلة (جارية بنت مالك بن حذيفة بن بدر) قائلًا: يا سلمة: هب لي المرأَة لله أَبوك


(١) انظر السيرة الحلبيةج ٢ ص ٣٠٣.
(٢) انظر طبقات ابن سعد ج ٢ ص ٩٠ ومغازي الواقدي ج ٢ ص ٥٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>