للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عظيمة: (لا إله لي اليوم ثم أمر قومه بالاستمرار في اغتنام الفرصة قائلا: يا بني بكر أصيبوا ثأركم فلعمري إنكم لتسرقون الحاج في الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه. ثم أصدر أوامره المشددة إلى بني بكر بمواصلة قتل خزاعة قائلًا: لا يريد أحدكم يأتي امرأته حتى يستأذنى، لا يؤخر أحد منكم اليوم بعد يومه هذا من ثأره (١).

فاستمرت بنو بكر في مطاردة خزاعة العُزل من السلاح. حتى ألجأوهم إلى مكة. فالتجأت خزاعة إلى منزلى بديل بن ورقاء الخزاعي. ورافع مولى لهم وذلك عند طلوع الفجر.

وكان المشتركون من قريش في الجريمة ضمن رجال نوفل بن معاوية يطاردون الخزاعيين حتى دخلوا منزلى بديل ورافع بمكة. وهناك انسحب القرشيون المشتركون في الهجوم ودخلوا منازلهم. وهم يظنون أن أحدًا لن يعرف اشتراكهم في القتال. وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لن يبلغه ما صنعوا من مشاركتهم بني بكر في الغدر ونقض العهد.

أما بنو بكر فقد واصلوا هجومهم على خزاعة داخل مكة بعد أن طلع الفجر. وقتلوا منهم على باب بديل بن ورقاء ورافع مولى لخزاعة- عشرين رجلًا دون أن يعترضهم أحد من قريش الأمر الذي يدل على التواطؤ القرشي مع بني بكر.

إلا أن أفرادًا من قريش تنبَّهوا للأمر، وخافوا مغبّة هذا الغدر، وأدركوا أن ما حدث من قريش وحلفائها بني يكر نقض للعهد الذي بينهم وبين الرسول - صلى الله عليه وسلم - فجاء الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة إلى سهيل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل ومكرز بن حفص وحويطب بن عبد العزى. فلاموهم فيما صنعوا من عونهم بني بكر. وذكرَّوهم بأن بينهم وبين محمد مدة وعهدًا. وأن الذي صنعوا هو نقض للمدة -وكان نوفل بن معاوية وقومه البكريون مصممين على إفناء الخزاعيين الموجودين بمكة- غير أن


(١) سيرة ابن هشام ج ٤ ص ٣٢ ومغازي الواقدي ج ٢ ص ٧٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>