للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى فرض أن يهود بني قريظة أسري حرب بالمعنى المتعارف عليه، وليسوا خونة غادرين ارتكبوا الخيانة العظمى ضد وطنهم ومواطنيهم (مع أنهم كذلك بالتأكيد)، فإن مصلحة المسلمين وسلامة كيانهم استلزمت إبادة هؤلاء اليهود الذين بالإضافة إلى ارتكابهام الخيانة العظمي التي عقوبتها الموت كانوا قوة محاربة دلَّت الأحداث المتلاحقة على أن بقاء هذه القوة داخل المدينة أو إعطاءها الحرية في الجلاء سيكون (بالتأكيد) مصدر خطر كبير يهدّد سلامة دولة الإسلام الوليدة في كل لحظة، هذه الدولة التي ير اليهود من رجالها إلا البر والعدل والوفاء.

فقد دلت التجارب العملية المتكررة مع هؤلاء اليهود أنهم على أتم استعداد لاغتنام أية فرصة وسلوك أي سبيل (مهما كانت خسته ووضاعته للإطاحة بحكومة المدينة وهدم الكيان الإسلامي من الأساس.

كما حدث من إخوانهم يهود بني النضير الذين أعفاهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، من القتل بعد استسلامهم (١) ثم سمح لهم بالجلاء من المدينة إلى حيث شاءُوا.

فعندما سنحت الفرصة لبني النضير لم يترددوا في القيام بتنظيم أخطر غزو تعرضت له المدينة في تاريخها حيث سعى زعماءُ هؤلاء اليهود واستخدموا أموالهم ونفوذهم لتحشيد أقوي القبائل العربية الوثنية المحاربة ضد المسلمين، وكوَّنوا منها ذلك الجيش الضخم الذي بلغ أكثر من عشرة آلاف مقاتل وجاءُوا في مقدمة هذا الجيش العظيم مستهدفين سحق المسلمين ودم كيان الإسلام من الأساس.


(١) انظر تفاصيل محاصرة يهود بني النضير في أول هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>