وكان هرب ابن الزبعرى وابن أبي وهب إلى نجران في الجنوب حيث التجأ إلى قبيلة بني الحارث ودخلا حصنًا لهم هناك.
غير أن عبد الله بن الزبعرى، قذف الله الإسلام في قلبه فترك نجران عائدًا إلى المدينة، فطلب الصفح من النبي - صلى الله عليه وسلم - فصفح عنه بعد أن أعلن إسلامه. أما ابن أبي وهب، فقد ركبه العناد وظل مقيما بنجران حتى مات على الشرك والعياذ بالله تعالى.
قال الواقدي: يروى قصة هرب هذين الزعيمين إلى نجران: "وهرب هُبيرة بن أبي وهب، هو وابن الزبعرى، جميعًا حتى انتهيا إلى نجران، لم يأمنا من الخوف حتى دخلا حصن نجران، فقيل لهم: ما وراءكما؟ قالا: قتلت قريشى ودخل محمد مكة. ونحن والله نرى محمدًا سائرًا إلى حصنكم هذا، فجعلت بنو الحارث بن كعب يصلحون ما رث من حصنهم، وجمعوا ماشيتهم. غير أن ابن الزبعرى أوقع الله الإِسلام في قلبه، فتهيأ للعودة إلى مكة، فقال له زميله هُبيرة بن أبي وهب: أين تريد يا بن عم؟ .
قال: أردت والله محمدًا. قال: أتريد أن تتبعه؟ قال: أي والله. قال: يقول ابن أبي وهب: يا ليت أني رافقت غيرك، والله ما ظننت أنك تتبع محمدًا أبدًا. قال ابن الزبعرى: هو ذلك فعلى أيّ شيء نقيم مع بني الحارث بن كعب وأترك ابن عمى وخير الناس وأبرهم رمع قومى ودارى؟
فانحدر ابن الزبعرى، حتى جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس في أصحابه، فلما نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه قال: هذا ابن الزّبعرى ومعه وجه فيه نور الإِسلام، فلما وقف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: السلام عليكم، أي رسول الله شهدت أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله، والحمد لله الذي هدانى للإِسلام، لقد عاديتك وأجلبت عليك، وركبت الفرس والبعير ومشيت على قدمي في عداوتك ثم هربت منك إلى نجران وأنا أريد ألا أقرب الإِسلام أبدًا، ثم أراد بي الله عزَّ وجلَّ منه بخير فألقاه في قلبى وحببه إلى وذكرت ما كنت فيه من الضلالة واتباع ما لا ينفع ذا عقل من حجر يُعبد ويذبح له، لا يدرى مَن عبده ومن لا يعبده قال رسول الله