للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه بالشام، حتى جاءت الحرب العالمية الثانية فحصلت التجزئة الحالية.

ولما أصبحت هذه الطريق الغربية تحت سيطرة المسلمين (تقريبًا)، قرر القرشيون أن لا تمر قوافلهم مرة أخرى عبر هذا الطريق، خوف وقوعها في قبضة المسلمين، وذلك على أثر مؤتمر عقدوه في مكة، قال فيه صفوان بن أمية (١) لقريش (وهو من كبار تجارها وقادتها).

إن محمدًا وصحبه عوروا علينا متجرنا (يعني بسيطرتهم على الطريق الغربية)، فما ندرى كيف نصنع بأصحابه وهم لا يبرحون الساحل، وأهل الساحل قد وادعوهم، ودخل عامتهم معه، فما ندرى أين نسلك، وإن أقمنا في ديارنا هذه أكلنا رؤوس أموالنا فلم يكن لها من بقاء، وإنما حياتنا بمكة على التجارة إلى الشام في الصيف وإلى الحبشة في الشتاء.

وبعد مناقشات ومداولات تم الاتفاق بين زعماء قريش على أن تكون رحلاتهم التجارية إلى الشام عبر الطريق الشرقية وهي طريق طويلة جدًّا تمر بأرض نجد ثم العراق حتى الشام، وهي أطول وأكثر صعوبة من الطريق الغربية، ولكنهم قرروا سولكها ظنًّا منهم أنها أكثر وأضمن سلامة من الطريق القديمة التي سيطر عليها المسلمون.

ولما كانت قريش تجهل هذه الطريق الجديدة كل الجهل، استأجرت رجلا نجديًا من بني بكر بن وائل (اسمه فرات بن حيان) (٢) ليدلهم على الطريق.


(١) تقدمة ترجمته في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).
(٢) هو فرات بن ثعلبة اليشكري ثم العجلي حليف بني سهم، وأسرته دورية زيد بن حارثة عند استيلائها على عير قريش بأرض نجد، ثم أسلم وحسن إسلامه، وقد =

<<  <  ج: ص:  >  >>