للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التمييز (ساعات الالتحام) بين المسلم والمشرك. كما أَشار القرآن إلى نجاح هذا الصلح بحقن دماء الفريقين وكفّ بعضهم عن بعض فقال تعالى:

{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} (١).

كما أَكد القرآن في هذه السورة للمسلمين بأَنهم لو قاتلوا أَهل مكة عام الحديبية لهزموهم ولتغلَّبوا عليهم، ولكن لحكمة يجهلها المسلمون وبانت لهم فيما بعد - حال الله تعالى دون نشوب القتال بين الفريقين فقال تعالى:

{وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} (٢).

كما ندّد القرآن بتعنُّت قريش واستفزازها للمسلمين، وتصلف مندوبهہافي المفاوضة سهيل بن عمرو وسيره في المفاوضة بروح جاهلية وحميّة وثنية حين رفض كتابة اسم (الرحمن الرحيم) في افتتاحية وثيقة الصلح. كما أَشاد القرآن في الوقت نفسه بحكمة النبي - صلى الله عليه وسلم - وصبره أَمام استفزازات قريش وتحدّياتها الجاهلية. وأَثنى على المسلمين لكبتهم لعواطفهم الفوَّارة والتزامهم السكينة وإِطاعتهم أَمر نبيّهم رغم كرههم للصلح, فقال تعالى:

{إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ


(١) سورة الفتح الآية ٢٤.
(٢) سورة الفتح الآية ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>