فقالوا له: ويحك يا فلان، وترى هذا كائنا، أن الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار يجزون فيها بأعمالهم؟ قال نعم.، والذي يحلف به، ولوَدَّ أن له بحظه من تلك النار أعظم تَنّور في الدار يحمونه ثم يدخلونه فيطينونه عليه، بأن ينجو من للك النار غدًا.
فقالوا له .. ويحك يا فلان، فما آية ذلك؟ قال: نبي مبعوث من نحو هذه البلاد وأشار بيده إلى مكة واليمن، فقالوا .. ومتى تراه؟ قال .. فنظر إلي -وأنا من أحدثهم سنًّا- فقال .. إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه.
قال سلمة .. فو الله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله محمدًا رسوله - صلى الله عليه وسلم - وهو (أي الحبر اليهودى) حيّ بين أظهرنا، فآمنا به وكفر به بغيًا وحسدًا، قال .. فقلنا له، ويحك يا فلان ألست الذي قلت لنا فيه ما قلت؟ قال بلى ولكنه ليس به -أي ليس هو.
ولكن هؤلاء اليهود إذا كان الحسد والجحود والبغى قد قاد أكثرهم إلى أن ينكروا الحق الذي كانوا يعرفونه -وقد كانت أمانة العلم تقضى عليهم بأن يعلنوا هذا الحق ويكونوا من أنصاره- فإن رجالًا منهم قد أنار الله بصائرهم فسارعوا إلى إتباع الحق الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - وكانت هذه المسارعة من هولاء النفر حصيلة ما كانوا يسمعون من علمائهم عن قرب هذا النبي الكريم، وما كانوا يحفظون من الصفات التي كان يصفه بها أولئك العلماء والتي وجدوها تنطبق عليه كما وصفوه تمامًا عندما بعثة الله تعالى.
ولنستمع إلى أحد هؤلاء اليهود الذين من الله عليهم فأسلموا "نتيجة