للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما كانو يسمعون من أحبارهم من دعوة إلى اتباع النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، قبل أن يبعثه الله".

وهذا اليهودى (سابقًا) هو أحد شيوخ بنى قريظة .. فقد حدث عاصم بن عمر بن قتادة قائلًا له (كما رواه ابن إسحاق): أتدرى عم كان إسلام ثعلبة بن سعية وأسيد وأسد بن عبيد (١) -نفر من بنى بهدل إخوة بنى قريظة كانوا معهم في جاهليتهم ثم كانوا سادتهم في الإسلام- قال .. قلت .. لا والله، قال .. فإن رجلًا من يهود أهل الشام، يقال له ... ابن الهيبان، قدم علينا قبيل الإسلام بسنين، فحل بين أظهرنا، لا والله ما رأينا قط رجلًا يصلى الخمس أفضل منه.

فأقام عندنا، فكنا إذا قحط عنا المطر قلنا له .. أخرج يابن الهيبان فاستسق لنا، فيقول .. لا والله حتى تقدموا بين يدي مخرجكم صدقة، فنقول له كم؟ فيقول صاعًا من تمر .. أو مدين من شعير قال .. فنخرجها، ثم يخرج بنا إلى ظاهر حرتنا فيستسقى الله لنا، فو الله ما يبرح مجلسه حتى يمر السحاب ونسقى، قد فعل ذلك غيره مرة ولا مرتين ولا ثلاث.

قال .. ثم حضرته الوفاة عندنا، فلما عرف أنه ميت قال .. يا معشر يهود، ما ترونه أخرجنى من أرض الخمر والخمير إلى أرض البؤس والجوع؟ قال .. قلنا .. إنك أعلم.

قال .. فإني إنما قدمت هذه البلدة أتوكف (أي أنتظر) خروج نبي قد أظل (أي أشرف وقرب) زمانه، وهذه البلدة (أي المدينة) مُهاجرى


(١) سيأتي تفصيل قصة إسلام هولاء الفتيان من اليهود عند ذكر محاصرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ليهود بنى قريظة في هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>