للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكشوفة (١) بالقرب من حصن (ناعم) (٢) الذي كان أول حصن هاجمه المسلمون في خيبر، هو حصن مرحب فارس اليهود المشهور الذي قتله علي بن أبي طالب.

فقد ألح النبي - صلى الله عليه وسلم - على حصن ناعم (في اليوم الأول من القتال)، واشترك هو نفسه - صلى الله عليه وسلم - في القتال أثناء الهجوم على هذا الحصن.

وكان - صلى الله عليه وسلم - يمتطى صهوة جواد اسمه الظرب (بفتح أوله وكسر ثانيه)، ويلبس درعين ومغفرًا وعليه بيضة، وفي يده قناة وتُرْس (٣).

وأمام حصن لدعم دار القتال عنيفًا بين المسلمين واليهود، فقد شدد المسلمون الهجوم على هذا الحصن وظلوا يهاجونه طوال اليوم.

ولكنهم لاقوا من اليهود (بقيادة مرحب وأخوته ياسر والحارث) مقاومة عنيفة، إلى درجة أن كل هجمات المسلمين على الحصن باءت بالفشل في ذلك اليوم وهو اليوم الأول من القتال. بل إن اليهود بلغوا في الاستماتة للدفاع عن حصن ناعم إلى أن يفتحوا أبواب الحصن ويقوموا بهجوم معاكس كاسح، فسالت كتائبهم على المسلمين من الحصن بقيادة الحارث (أبي زينب أخي مرحب)، وقد تلقته كتائب الأنصار .. وبعد قتال ضار خارج الحصن تمكن الأنصار من دحر القائد اليهودى الحارث وطاردوهم حتى أدخلوهم الحصن فأغلقوا على أنفسهم الأبواب.

غير أن اليهود عاودوا الهجوم من جديد ففتحوا أبواب الحصن وشنوّا (بقيادة أُسَير أحد أفراد عائلة مرحب) هجمات عنيفة، فصمد لهم المسلمون، ولكن اليهود ضغطوا عليهم بعنف حتى كشفوهم وأخذوا في مطاردتهما حتى انتهوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاشتد ذلك عليه (٤)


(١) انظر مغازى الواقدي ج ٢ ص ٦٤٣.
(٢) ناعم اسم رجل من اليهود له حصون ذوات عدد وهذا الحصن منها. كذا قال الواقدي في مغازيه ج ٢ ص ٦٤٥.
(٣) إمتاع الأسماع ص ٣١٣.
(٤) إمتاع الأسماع ص ٣١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>