اليهود يمثلون المعارضة الصريحة والمعاداة السافرة. والمنافقون يقفون وراء هؤلاء اليهود كعناصر سرية مساندة. . تشجعهم على التحرش بالمسلمين وتشدُّ من عضدهم، بل وتمد إليهم يد العون المادى والأدبى جهرًا، إن أمكن، وسرًا إذا لم يمكن الجهر.
وقد خلق هذا الطابور الخامس (من المنافقين) للمسلمين متاعب كثيرة ومشاكل معقدة بالتواطؤ مع العناصر اليهودية عندما كان كيانها الدخيل لا يزال قائمًا في المدينة.
ولقد عرف التاريخ كيف كان هؤلاء المنافقون يقفون موقف العطف والتأييد لليهود في أي خلاف ينشب بينهم وبين المسلمين.
فقد عرفنا كيف كأن المنافقون يشجعون يہهود بني قينقاع علي العصيان والتمرد والتحرش بالمسلمين. وكيف حرضوا يہهود بني النضير علي عدم الرضوخ للإنذار النبوى بالجلاء.
وعندما اضطر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى محاصرة هؤلاء اليهود لتأديبهم على ما ارتكبوا من نكث للعهود ونزل هؤلاء اليهود على حكم النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد حصار دام حوالي نصف شهر. . لم يُخْفِ الرتل الخامس من هؤلاء المنافقين جزعهم الشديد لهذا الحادث.
ولم يكتموا جزعهم وخوفهم على مصير يهود بني قينقاع الذين كان الموت ينتظرهم كخونة متمردين ناكثين أُرغموا على الاستسلام بالقوة.
وكان أشد هؤلاء المنافقين جزعًا وخوفًا على مصير حلفائه بني قينقاع، رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول، الذي حمله الخوف على مصير اليهود على أن يقدِّم إلى الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - التمًاسا يطلب فيه منه أن يقن دماءهم، وكان هذا المنافق سيدًا من سادات الخزرج، وحليفًا لهؤلاء اليہهود.
وقد عفى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن هؤلاء اليهود وحقن دماءهم بناء على التماس عبد الله بن أبيّ الذي ألح على النبي - صلى الله عليه وسلم - في الشفاعة إلى حد المضايقة والإحراج حيث أمسك هذا المنافق بدرع النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال له - عندما لم ير