للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعراب الجزيرة، فكان اليهود - لذلك - أحرص من أعراب الجزيرة على محو الإسلام والقضاء على المسلمين.

وإذا كانت قريش في مكة قد استطاعت أول الأمر - لقوتها وضعف المسلمين - أن تنكل بهم وتفتن البعض منهم عن دينه تحت وسائل التعذيب بل وتجبر النبي - صلى الله عليه وسلم - على مغادرة وطنه الأصلي (مكة) لجرأتها على الائتمار بقتله، فإن اليهود الذين يودون أن يفعلوا ذلك وأكثر بالنبي وصحبه، لم يكن في مقدورهم أن يفعلوا شيئًا من ذلك بمفردهم عندما جاءهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى يثرب.

لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يصل إلى المدينة إلا وقد سبقه تكوين جبهة عسكرية قوية مشكلة من جميع القبائل القحطانية (الأوس والخزرج) في يثرب.

بالإضافة إلى مهاجرى قريش المسلمين الذين تركوا وطنهم فرارًا بدينهم، وانضموا إلى معسكر يثرب، فكانت هذه الجبهة العسكرية القوية درع الرسول الحربى الواقى الذي يحتمى به. الأمر الذي غاظ اليهود وقهرهم، وجعلهم يعجزون عن القيام منفردين بأي عمل عسكرى أو شبه عسكرى ضد المسلمين كما كانت تفعل قريش، لأن هؤلاء اليهود بالرغم من قدمهم في الجزيرة هم عنصر أجنبي دخيل على الأمة العربية لم يستطع الامتزاج بهذه الأمة - بالرغم من إقامته بينها آلاف السنين.

وكل ما قام به اليهود في يثرب ضد النبي - قبل غزوة الأحزاب - هو عمليات دس وتفريق بين المسلمين ومحاولات لإثارة الحرب

<<  <  ج: ص:  >  >>