للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا شك أن أبا بصير - منذ أن أطاع أمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - فسلم نفسه إلى رسولي قومه المشركين - وهو يفكر في اتباع طريقة يتخلص بها من أسر حارسيه المشركين. بعد أن أبرأ ذمة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وجعله بعيدًا عن تهمة الإِخلال بالعهد. بانصياعه لأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأن يسلم نفسه لمبعوثى قومه المشركين تمشيًا مع بنود صلح الحديبية .. وقد نفذ البطل أبو بصير فكرة التخلص هذه فتمكن من قتل أحد حارسيه. وانطلق يطارد الآخر الذي فر هاربا إلى المدينة.

وتفصيل ذلك أن هذا الشاب القرشي المؤمن عزّ عليه وثقل على نفسه أن يعود إلى بيئة الشرك وجوّ الوثنية العربيد الخانق. ليقذَفَ به من جديد في غياهب سجون الشرك في مكة. بعد أن نجاه الله منها حين أفلت من مكة. ولكن لا بد من مغادرة المدينة. كما هي أوامر الرسول - صلى الله عليه وسلم - ورغبته المنبثقة من حرصه على الوفاء بالعهد الذي أعطاه مشركى مكة في اتفاقية الحديبية.

فغادر أبو بصير المدينة مع حارسيه المسلحين العامريين اللذين انطلقا به مكتوف اليدين نحو مكة. وفي مكان يقال له ذو الحليفة (أبيار على اليوم) وعلى بعد حوالي سبعة أميال من المدينة جلس الحارسان المشركان وأسيرهما المسلم (أبو بصير) ليأخذا قسطًا من الراحة.

وهناك أخذ أبو بصير يلاطف أحد حارسيه وكان الحارس مسلحًا بسيفه. وبعد أن تباسط في الحديث مع حارسه قال له (في ذكاء ولطف). أصارم سيفك هذا يا أخا عامر؟ .

قال العامري: نعم هو كذلك ثم هزه وقال (في زهو وغرور): لأضربن بسيفى هذا في الأوس والخزرج يومًا إلى الليل.

فاستأذنه أبو بصير ليفحص السيف قائلًا: أأنظر إليه؟ .

قال الحارس: إن شئت.

وهنا حل وثاق أبي بصير. وما كادت يده تقع على مقبض السيف حتى ضرب به حارسه العامري فأرداه قتيلًا. ثم شد على الحارس الثاني ليلحقه

<<  <  ج: ص:  >  >>