للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسلمًا ما لم يكن ذلك بموافقة وليه. وأنّ عليه - صلى الله عليه وسلم - أن يعيده إلى أهله إذا ما طلبوا منه ذلك.

وهكذا كان مجئ الشاب الطيب المسلم (أبي بصير) لاجئا إلى المدينة امتحانًا ثانيا (وقاسيا) للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولأصحابه .. ذلك أنّ بني زهرة. قوم أبي بصير لم يكادوا يعلمون أنه التجأ (عقب هربه من سجنهم) إلى المدينة. حتى بعثوا في طلبه. وذلك في خطاب كتبه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - اثنان من سادات بني زهرة (الأخنس بن شريق وأزهر بن عبد عوف) (١) طالبا فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعيد إليهم ابنهم أبا بصير. تنفيذًا لاتفاقية صلح الحديبية (٢).

وقد بعثا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالخطاب مع رجلين من بني عامر بن لؤى وطلبا من الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يسلمها (أبا بصير) ليعودا به إلى مكة تحت حراستهما.


(١) هو أزهر بن عبد عوف .. قال ابن حجر في الإِصابة هو عم عبد الرحمن بن عوف الزهري ولم يذكر في الأصل، أي تفصيل عن إسلامه إلا أنه ذكر أنه ممن شهدوا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دفع السقاية إلى العباس بن عبد المطلب. وأنه رابع أربعة كلفهم الخليفة الفاروق فنصبوا أعلام الحرم. وهم حويطب بن عبد العزى ومخرمة بن نوفل وسعيد بن يربوع وأزهر بن عبد عوف. وهذا يعني أنه كان من مسلمي الفتح والله أعلم.
(٢) ذكر الواقدي في مغازيه ج ٢ ص ٦٦٤ وما بعدها) تفاصيل قصة طلب إعادة أبي بصير ونص الخطاب الذي وجهته قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الشأن. فقال: فكتب الأخنس بن شريق وأزهر بن عبد عوف الزهري إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابًا وبعثا به رجلا من بني عامر بن لؤى استأجره ببكر. ابن لبون - وهو خنيس بن جابر، وخرج مع العامري مولى له يقال له .. كوثر، وحملا خنيس بن جابر على بعير. وكتبا يذكران الصلح بينهم. وأن يرد أبا بصير فلما قدما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدما بعد أبي بصير بثلاثة أيام. فقال خنيس: يا محمد هذا كتاب. فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبي بن كعب، فقرأ عليه الكتاب فإذا فيه .. قد عرفت ما شارطناك عليه. وأشهدنا بيننا وبينك من رد من قدم عليك من أصحابنا. فابعث إلينا بصاحبنا فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بصير أن يرجع معهم ودفعه إليهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>