للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحصار الخانق وكان يقود عشرة آلاف مقاتل، قرر أَن يقتحم بهم المدينة ويبيد كل من فيها من المسلمين .. لم ينس المسلمون هذا الغزو المخيف الذي لم يمر عليه أكثر من ستة أَشهر .. والذي لو قدِّر له النجاح لكان المسلمون في خبر كان.

لذلك كان من البدهي أن يتحيَّن المسلمون الفرص للإيقاع بمشركي مكة الذين سعوا ذلك السعي الخطير لتدميرهم وإبادتهم.

ولهذا فإنه عندما تبلغ النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - من جهاز استخباراته العسكرية أَن قافلة للعدو عائدة من الشام إلى مكة وأنها قد وطئت التراب الحجازي، جهز كتيبة من الفرسان قوامها مائة وسبعون فارسًا، وأعطى قيادتهم لمولاه (زيد بن حارثة). وكلفهم بالتعرض لهذه القافلة والاستيلاء عليها كجزء من أَموال عدو محارب.

وقد تحرك زيد بن حارثة بكتيبته من المدينة حتى وصل منطقة العيص .. وهناك التقى بقافلة قريش، فاستولى رجاله على هذه القافلة وأَخذوا جميع الذين يقودونها أَسرى .. ولم يذكر أَحد من المؤرخين أن قادة القافلة قد أَبدوا أي شيء من المقاومة إذ لم يشر أَحد إلى أَنه جرى أَي قتال عند استيلاء المسلمين على هذه القافلة التي كانت فيها (يومئذ) كمية كبيرة من الفضة عائدة للتاجر القرشي الكبير المعروف (صفوان بن أُمية) (١).

وقد عاد زيد بن حارثة بالقافلة وبالأَسرى القرشيين إلى المدينة.


(١) انظر ترجمته في كتابنا غزوة بدر الكبرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>