للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فداء الفرد من السبى (من بيت المال) ثلاث حقاق (١) وثلاث جذاع (٢).

وقد قبل الممتنعون بالتعويض الذي حدده الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

أما الأغلبية الساحقة من الجيش الإسلامي المنتصر في حنين وهم المهاجرون والأنصار وبنو سليم فقد تصدقوا بعتق ما في أيديهم من سبى.

أما المتمسكون بحقهم في السبى (وهم أقلية قليلة من الأعراب) فقد قبلوا بالتعويض الذي حدده الرسول - صلى الله عليه وسلم -: وقالوا رضينا وسلمنا. فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فمروا عرفاءكم أن يدفعوا ذلك إلينا حتى نعلم ففعلوا.

وهكذا حرر الرسول - صلى الله عليه وسلم - ستة آلاف من سبى هوازن في حنين فأعتقهم جميعًا ومنع أن يجرى عليهم الرق. وبهذه المناسبة روي أن معاذ بن جبل كان يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ: لو كان ثابتًا على أحد من العرب ولاء أو رق لثبت اليوم، ولكن إنما هو إسار وفدية.

ثم إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لكى يستوثق أكثر من المهاجرين والأنصار (وهم الأغلبية الساحقة بين الجند الذين شاركوا في تحقيق النصر يوم حنين) بعث مندوبَين ليطوفا عليهم فيستوثق بأنهم راضون بعتق ما في أيديهم من سبايا هوازن.

فإلى المهاجرين بعث عمر بن الخطاب، وإلى الأنصار بعث زيد بن ثابت، فكان زيد بن ثابت يطوف على الأنصار يسألهم: هل سلموا ورضوا؟ فخبّروه أنهم سلموا ورضوا. ولم يتخلف رجل واحد، وبعث عمر بن الخطاب إلى المهاجرين يسألهم عن ذلك، فلم يتخلف رجل واحد، وكان أبو رهم الغفاري يطوف على قبائل العرب، ثم جمعوا العرفاء، واجتمع الأمناء الذين أرسلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاتفقوا على قول واحد، تسليمهم ورضاهم ودفع ما كان في أيديهم من السبى (٣).


(١) الحقاق (بكسر الحاء): جمع الحق والحق من الإِبل الداخلة في السنة الرابحة، القاموس المحيط ج ٢ ص ٢٢١.
(٢) الجذاع: جمع الجذع، وهو من الإِبل ما دخل في السنة الخامسة.
(٣) طبقات ابن سعد الكبرى ج ٢ ص ١٥٣ - ١٥٤ وتاريخ الطبري ج ٣ - ص ٨٦ - ٨٧ وسيرة ابن هشام ج ٤ ص ١٣١ - ١٣٢ ومغازي الواقدي ج ٣ ص ٩٥٠ - ٩٥١ - ٩٥٢ - =

<<  <  ج: ص:  >  >>