للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك كإجراءٍ ضرورى لا بد للمسلمين منه، إذ أنه من باب المعاملة بالمثل، في ظروف حربية تتطلب فيها مصلحة الجيش والأُمة (عسكريًا وسياسيًا ونفسيًا) القيام به.

والمعاملة بالمثل (بل وحتى مقابلة العدوان بالعدوان) عمل مشروع تقره جميع النظم والأعراف والقوانين حتى هذه اللحظة.

وحتى لو فرضنا جدلًا أَن سَبْى النساءِ والذرارى واسترقاقهم هو عدوان، فإن من حق المحاربين المسلمين أَن يشرع لهم دينهم ويبيح سبى واسترقاق رجال العدوِّ ونسائهم وذراريهم، كإجراء حربي مقابل ما دام أن العدوِّ (إذا ما تمَّ له النصر) يسبى ويسترقّ رجال ونساءِ وذراري المسلمين.

فهل يريد خصوم الإسلام والمنافقون على عملية استرقاق نساءِ وذراري يہود بني قريظة، ... هـہل يريد هؤلاء من الإسلام أن يعفي العدوَّ المحارب من هذه العملية (التي هي إجراء حربى مقابل)، وهو يري هذا العدوّ -حين يتم له الظفر- يسترق ويستعبد رجال ونساء وذرارى المسلمين ويسومهم سوءَ العذاب كعمل من أعمال الحرب المتعارف عليه دوليًّا قبل ظهور الإسلام (١) فالإسلام (إذن) ليس هو الذي شرع الرق وحبذة ودعا إليه وشجَّع عليه.


(١) قال الأستاذ محمد الغزالي في كتابه (الإسلام والاستبداد السياسي) ص ١٢٧: وكان من الممكن تحريم الاسترقاق (أصلا)، ولكن هذا التصرف من المسلمين يعتبر عبثًا لأن أعداءهم سيرفضون التقيد بهذا التحريم، ثم ينشأ عن ذلك أن أسرى المسلمين لديهم يستعبدون وأسري المشركين لدينا يحررون.
وفي أي حرب يقع هذا التناقض؟ .
في حرب نحن فيها المدافعون عن حرية العقل والضمير الكابحون لجماح المعتدين والمتكبرين، وغيرنا فيها يطبق سياسة شاعر الجاهلية القائل: =

<<  <  ج: ص:  >  >>