للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن هدف هذا التحشد هو الإغارة على المدينة، ولهذا سارع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى تجهيز قوة من المهاجرين والأنصار قوامها مائة وخمسون راكبًا، أعطى قيادتها لأبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي (١).

وقد كان ضمن هذه القوة، أبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص (٢) وغيرهم من كبار المهاجرين والانصار، وقد كانت هذه الحملة في شهر ذي الحجة سنة ثلاث من الهجرة، أي بعد شهر واحد (تقريبًا) من غزوة أُحد.

وقد رسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - لهذه الحملة خطة أمر قائد الحملة أبا سلمة أن يسير عليها، وأهم نقطة في الخطة هو الكتمان والسرعة وأخذ قبائل بنى أسد على حين غرة وقبل أن يتجمعوا.

وقد جاء في المرسوم النبوى الذي عين به القائد الأعلى أبا سلمة


= صلى الله عليه وسلم فوجه إليه ضرار بن الأزور، فضربه ضرار بالسيف يريد قتله، فنبا السيف، فشاع بين الناس أن السلاح لا يؤثر فيه، ومات النبي صلى الله عليه وسلم فكثر أتباع طليحة: من أسد وغطفان، وطيئ، وكان يقول: إن جبريل يأتيه، وتلا على الناس أسجاعًا أمرهم فيها بترك السجود في المملاة، وكانت رايته حمراء، وطمع في امتلاك المدينة فهاجمها بعض أتباعه فردهم أهلها، وغزاه أبو بكر، وسير إليه خالد بن الوليد، فانهزم. طليحة إلى بزاخة (بأرض نجد) وكان مقدمه في سميراء (بين توز والحاجر - في طريق مكة) وقاتله خالد، ففر إلى الشام، ثم أسلم بعد أن أسلمت أسد وغطفان كافة ووفد على عمر، فبايعه وخرج إلى العراق، فحسن بلاؤه في الفتوح "فشهد القادسية، واستشهد في معركة نهاوند بأرض فارس، هو وفارس اليمن (عمرو بن معدى كرب الزبيدى).
(١) أبو سلمة، اسمه عبد الله بن عبد الأسد بن هلال المخزومي، أحد السابقين الأولين إلى الإسلام، وكان ممن شهد معركة بدر مع النبي صلى الله عليه وسلم.
(٢) انظر ترجمتهما في كتابنا (غذوة بدر الكبرى).

<<  <  ج: ص:  >  >>