للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتجمع كذلك بنو ثعلبة وبنو محارب من قبائل غطفان لغزو المدينة في ذلك الظرف الدقيق.

د - قريش

أما قريش فقد طارت فرحًا بنتائج أُحد على الرغم من أن نتائجها لم تكن في صالحهم، إذ لم يكن انتصارهم فيها إلا انتصارًا تعبويًا، بينما كانت نتائجها فشلًا سوقيًا (١) عليهم (أي أن انتصارهم كان ظاهريًا فقط بينما كانت حقيقته فشلًا لهم (٢).

ومع هذا فقد ذهبت قريش (بما لديها من وسائل الدعاية والنشر) تضخم من معاني هذا النصر الإسمى بين العرب، وتشن حربًا دعائية ضد هيبة المسلمين وسلطانهم، فتهون من شأنهم في نفوس سكان الجزيرة العربية، الذين كانت نفوسهم قد امتلأت بهيبة المسلمين كنتيجة لمعركة بدر الحاسمة التي سحق الجيش الإسلامي فيها جيش مكة المشرك سحقًا كاملًا ذهلت له الجزيرة بأكملها.

ولقد توسعت قريش في دعاياتها الحربية (ضد المسلمين) بعد معركة أُحد، وطارت قصائد شعرائها (والشعر في ذلك العصر كان أهم وسائل الإعلام) تشيد بالنصر الذي تم لها في معركة أُحد، وتتوعد المسلمين وتهددهم، وتحط من قيمتهم العسكرية مما كان له أثر في استخفاف كثير من قبائل العرب بالمسلمين والتهيؤ لضربهم في المدينة.


(١) الانتصار التعبوي انتصار محدود في موضع محدود لوقت محدود لا أثر له مصيري أما الانتصار السوقي (بفتح السين وسكون الواو) فله أثر حاسم على نتائج المعركة هكذا عرفه اللواء الركن محمود شيت خطاب .. انظر كتابه (الرسول القائد).
(٢) الرسول القائد ص ١٣٠ ط ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>