للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه المحاولة التي دبّرها يهود بني النضير، عندما ذهب إليهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، للاستعانة بهم في دفع دية رجلين من بني عامر لزمت المسلمين، كما سنفصل ذلك عند أول الحديث عن (غزوة الخندق وبني قريظة التي ستكون الكتاب التالي لهذا الكتاب إن شاء الله). وقد اتضح أن اليهود كانوا يعدون العدة لتسديد ضربة شديدة مفاجئة إلى المسلمين داخل المدينة مما أدى إلى إجلاء يهود بني النضير.

جـ - الأعراب

أما البدو الذين لا يبعدون كثيرًا عن المدينة، فقد كانوا - بعد نكبة المسلمين - في أُحد أكثر جرأة على المسلمين واستخفافًا بقوتهم وسلطانهم.

فقد ظن هؤلاء الأعراب (الذين لا يحترمون شيئًا غير القوة) أن ما أصاب المسلمين في معركة أُحد كفيل بأن ييسر لهم القتل والنهب والسلب، فأخذوا يفكرون (جديًا) في الإغارة على المدينة وضرب المسلمين فيها، ظنًّا منهم أن كل ما فيها أصبح (بعد نكبة المسلمين في معركة أُحد) غنيمة باردة لهم.

فقد سارعت عدة قبائل في التجمع للإغارة على المدينة، وهدم سلطان المسلمين فيها، وكانت بنو أسد (١) (وهم من قبائل نجد القوية) أول من تحرك من القبائل للإغارة على المدينة (بعد معركة أُحد مباشرة).

كما تحركت أيضًا قبائل هذيل (٢) بقيادة خالد بن سفيان


(١) هم بنو أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عبدنان، ومنهم قبيلة عنزة بن أسد وجديلة بن أسد.
(٢) تقدمت ترجمة هذه القبيلة في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).

<<  <  ج: ص:  >  >>