للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأهل، وقد صنعت ما صنعت، فخرج عدو الله يتخطى رقاب الناس وهو يقول، والله لكأنما قلت بجرًا (١) أن قمت أشدد من أمره، فلقيه رجل من الأنصار بباب المسجد فقال .. ما لك؟ ويلك، قال .. قمت أشدّد من أمره فوثب عليّ رجال من أصحابه يجذبونني ويعنفونني لكأنما قلت بجرًا أن قمت أشدد أمره، قال .. ويلك أرجع يستغفر لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال والله ما أبتغي أن يستغفر لي (٢).

وبعد حادثة تظاهر المنافقين وإعلان فرحتهم بما أصاب المسلمين في أُحد اشتد حذر المسلمين منهم وازدادت يقظتهم.

ب - اليهود

أما اليهود فقد كانوا أكثر إظهارًا للفرح واستبشارًا بما أصاب المسلمين في معركة أُحد، بل إن حادثة أُحد قد أعطت هؤلاء اليهود مزيدًا من الجرأة على المسلمين، فأخذوا (على الرغم من المعاهدة القائمة بينهم وبين النبي) يكيدون المسلمين سرًّا وجهرًا ويتكتلون ضدهم، ويتربصون بهم الدوائر، وصاروا يعدون العدة للانقضاض على المسلمين ظنًّا منهم أنهم قد أصبحوا (بعد نكبة أُحد) ضعفاء، من السهل ضربهم، وأخذ ثارات كعب بن الأشرف وبني قينقاع (٣) منهم.

وكانت أولى أعمال اليهود العدوانية محاولة اغتيال النبي - صلى الله عليه وسلم -،


(١) البجر (بفتح أوله وسكون ثانية) الأمر العظيم.
(٢) سيرة ابن هشام ج ٢ ص ١٠٥.
(٣) انظر في أول هذا الكتاب قصة مقتل كعب بن الأشرف اليهودي وإجلاء بني قينقاع.

<<  <  ج: ص:  >  >>