أَن يخصى رقيقه أو يجلده أو يقتله بأَية طريقة شاءَ وبأي أسلوب أراد دون أن يجد هذا الرقيق حرفًا واحدًا في القانون الروماني يحميه من شيء من هذا الظلم الفادح، وما حلقات المبارزة بالسيف والرمح والفأس التي تنتهى دائمًا بقتل المغلوب في غير ما حرب ضرورية وإنما للتسلية، والتي تقام لها المهرجانات في العهود الرومانية. والتي يشهدها الملوك والأباطرة. والتي يجبر فيها المتبارزون على أن تكون فيها مبارزتهم مبارزة حقيقية تسدد فيها الطعنات القاتلة بالسيوف والرماح إلى أي مكان في الجسم بقصد القتل .. ما حلقات هذه المبارزة الوحشية إلَّا عملية من عمليات تعذيب السادة الرومان للرقيق وقتله بقصد التسلية، والتسلية فقط.
حيث أن كل المبارزات الرومانية المشهورة التي تقام لها المهرجانات وتعدُّ لها الساحات والمدرجات، والتي تزهق فيها روح الإنسان عبثًا وللتسلية فقط، لا يقوم بها إلا الأَرقاءِ الذين يُجبَر كل منهم على مبارزة صاحبه (وسط ضحكات السادة الصاخبة وهتافاتهم المخمورة العربيدة) مبارزة حقيقية حتى الموت.
وبالجملة كان الرقيق فيما قبل الإسلام (في عهد الرومان والفرس والهند وغيرهم) ليس له أَي حق مما يمكن تسميته حقوق الإنسان.
فليس له (في جميع هذه العهود) حق الشكوي من أي ظلم يتنزل به من سيده، وإذا مما تجرأَ وشكافإنه ليس هنالك أَية جهة قانونية يكون من حقها حتى النظر في هذه الشكوى، لأن الرقيق (في عرف أولئك الأقوام) قد شطب من قائمة الإنسان.