للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسبب في ذلك أن جيش مكة كان يفقد كل العناصر الأساسية التي من توفرها لأي جيش يطمع قادته في تحقيق النصر الحقيقي على أعدائهم، وهي (أي العناصر الأساسية التي كان الجيش المكي خلوًا منها:

١ - وحدة الهدف

٢ - وحدة الجيش.

٣ - وحدة العقيدة.

٤ - وبالتالي الإيمان بصدق هذه العقيدة الذي يجعل حاملها يوقن في قرارة نفسه بأن خذلان هذه العقيدة والنكول عن الحرب في سبيلها جريمة عقوبتها العذاب الشديد الطويل في جنهم (١).

بينما كل هذه العناصر الأربعة (التي كانت مفقودة في الجيش المكي) متوفرة كاملة في جيش المدينة، فلا غرابة (إذن) في أن يسجل ذلك الجيش الصغير هذا النصر السريع على ذلك الجيش الضخم في الصفحة الأولى من المعركة.

بل أن يَحُولَ هذا الجيش الصغير (حتى بعد الانتكاسة) بين جيش مكة القوي الضخم وبين تحقيق أي هدف من أهدافه الرئيسية، حيث ظل يقاتل بشراسة وعناد حتى أجبر جيش المشركين - الذي أعطته غلطة الرماة مركزًا ممتازًا - على الانسحاب راضيًا من الغنيمة بالإياب.


(١) كما هو الحال عند المسلمين الذين يعتبر عند المسلمين الذين يعتبر عندهم الفرار عند =

<<  <  ج: ص:  >  >>