للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الفرسان والهجانة، وإنما كان ينحدر في منحدرات وعرة شديدة الانحدار، الأمر الذي جعله يفقد الكثير من انتظام صفوفه، ويسهل على الكمائن التمكن منه وإنزال الهزيمة به وعلى تلك الصورة الخيفة.

د- نجاح قائد هوازن في اختيار مواضع الكمائن التي نصبها لتنقض على عسكر الإِسلام في الوقت الذي حدده لها، حيث اختار مضايق الشعاب والمنحدرات التي سيمر بها جيش الإِسلام، ووضع الكمائن في التلال والأماكن المحيطة بها، ، وضع وحدات من فرسانه عند مخارج هذه الشعاب لتضرب (وبأسلوب صاعق محكم) مقدمة جيش الإِسلام عندما تحاول الخروج من هذه الشعاب. وكانت مقدمة المسلمين أكثرها من بدو بني سليم عليهم خالد بن الوليد.

هـ- نجاح خطة السرية والكتمان التي اتبعها القائد مالك بن عوف، وهو يضع وحدات الكمائن الخاصة في المواقع التي اختارها على طريق الجيش النبوي، حيث قامَ بتفقد هذه المواقع واختيارها بمهارة ودقة، وقام بترتيب الكمائن فيها في ظلام الليل، مما جعل عناصر استطلاع جيش الإِسلام المكلفة بالرصد والاستكشاف على جهل تام بهذه الكمائن ومواقعها، الأمر الذي عرّض المسلمين لتلك الهزيمة المروّعة عند الصدمة الأولى.

و- نجاح استخبارات ودوريات المشركين في الحصول على أدق المعلومات عن عدد جيش الإِسلام ومواعيد تحركاته بشكل لسنا متجنِّين إذا قلنا: إنه أدق من أعمال دوريات واستخبارات المسلمين.

ولولا نجاح دوريات واستخبارات هوازن الممتازة، لما استطاعوا أن يحددوا لقائدهم العام المواضع التي وصلها جيش الإسلام والأماكن التي سيكون فيها عند الفجر، الأمر الذي يسَّر لمالك بن عوف (وفق معادلات وحسابات دقيقة) أن يضع الكمائن في المواقع المناسبة لتنقض على جيش الإِسلام بصورة فعالة في الوقت المناسب.

وكان مالك يعلّق أكبر الآمال على عمليات الكمائن الصاعقة المباغتة، والتي نجحت في مهمتها مائة في المائة، وكاد مالك يقطف الثمرة النهائية اليانعة لنجاح خطة الكمائن، لولا ثبات الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - والقلة من أصحابه،

<<  <  ج: ص:  >  >>