للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصديق وطلحة بن عبيد الله وغيرهما من المهاجرين والأنصار وقد كانت الفرقة قليلة العدد جدًّا إذ لم يزد عددهم على أربعة عشر رجلًا (١).

٢ - وفرقة ثانية اشتركت في مطاردة العدو، ولكنها لم تتوغل، وبقيت على مقربة من مقر قيادة الرسول، وهذه الفرقة لم يتمكن المشركون من تطويقها، عندما تغير مجرى القتال، ويظهر أن من أفراد الفرقة أنس بن النضر وعمر بن الخطاب وسعد بن أبي وقاص (٢).

وهذه الفرقة أيضًا كانت صغيرة جدًّا، إلا أن رجالها كانوا يعدون بالمئات، فقد سارع هؤلاء بالانضمام إلى الرسول في مقره، وألفوا جبهة لحماية الرسول من كرة العدو.

٣ - وفرقة ثالثة، وهي الفرقة الكبرى التي ضمت سواد الجيش الإسلامي، وقامت بمطاردة العدو حتى أجلته عن معسكره واحتلت مقر قيادته واستولت على ما في المعسكر من غنائم.

وهذه الفرقة (وإن شئت قل هذا الجيش) هو الذي تمكن جيش قريش من تطويقه توطيقًا كاملًا بعد ضربة خيالة بن الوليد المفاجئة وقد انقسم الجيش الإسلامي المطوّق إلى قسمين:

١ - القسم الأول (وهو صغير جدًّا) تمكن من الإفلات وانهزم نحو المدينة، حيث لم يوفق في شق طريقه نحو مقر قيادة الرسول في الشعب، متوهمًا أن جيش المسلمين قد هزم، وأن نبيهم قد قتل.


(١) سمط النجوم العوالي، للعصامي ج ٢ ص ٨٥.
(٢) تقدمت ترجمته في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).

<<  <  ج: ص:  >  >>