للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وربما لا أتفق مع بعض ما جاء في الكتاب من آراء المؤلف، وربما أخالفه في أسلوب العرض والتحليل واستخلاص النتائج، ولكننى موقن بأن كل ما يكتبه المؤلف صادر عن إخلاصه لعقيدته ولحضارة أمته، في وقت تنكر فيه كثير من المسلمين لعقيدتهم السمحاء، ولحضارتهم العريقة: {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم} (١).

فما الذي يثيره هذا الكتاب في العرب خاصة وفي المسلمين عامة من دروس لحاضرهم ومستقبلهم.

لقد انتصر المسلمون الأولون في الصدر الأول من أيام الإسلام على أعدائهم من يهود (٢) ومنافقين ومرتدين وفرس وروم - بالإسلام، عقيدة وعملًا، وتضحية وفداء، وسياسة واقتصادًا، وأخلاقًا ومثلا عليا، واعتزازًا ونخوة، وحضارة وفكرًا .. ولن ينتصر المسلمون على أعدائهم بغير الإسلام بما فيه من تكاليف البذل والتضحية والفداء.

إن الله أعز العرب والمسلمين بهذا الدين القوى المتين، ولن يعزوا بغيره مهما بذلوا من جهد وحاولوا من محاولات.

كان المسلمون الأولون موضع تقدير العالم واحترامه، حين كانوا متمسكين بدينهم النابع من رسالة السماء، معتزين بحضارته، مدافعين عنها بالأفكار النيرة والآراء السديدة، ولن يكونوا موضع تقدير العالم


(١) الآية الكريمة من سورة البقرة (٢: ١٠٢).
(٢) العرب الأولون كانوا يطلقون كلمة: يهود، بدون (أل) التعريف، احتقارًا لهم وتقليلا من شأنهم، انظر كلمات السلف الصالح عن يهود في الطبري وابن هشام مثلًا. وما أحرانا أن نعيد هذا التعبير إلى الأذهان كتابة وقراءة، لنستعيد معناه الذي يدل على الاستخفاف، خاصة والعرب في حرب حياة أو موت مع إسرائيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>